الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                            صفحة جزء
                                                            4 - باب العلم بالشهادة وبيان وجوه العلم 4184 - - قال الشافعي - رضي الله عنه : ( منها ) ما عاينه الشاهد فشهد بالمعاينة ، يعني الأفعال .

                                                            ( ومنها ) ما تظاهرت به الأخبار مما لا يمكن في أكثره العيان ، وتثبت معرفته [ ص: 150 ] في القلوب فشهد عليه بهذا الوجه ، يعني الأنساب والأملاك .

                                                            ( ومنها ) ما سمعه فيشهد بما أثبت سمعا من المشهود عليه مع إثبات بصر ، يعني : الأقوال .

                                                            قال : وإذا كان القول أو الفعل وهو أعمى لم يجز من قبل أن الصوت يشبه الصوت ، إلا أن يكون أثبت معاينة ، أو معاينة وسمعا ، ثم عمي فتجوز شهادته .

                                                            4185 - أخبرنا أبو حازم الحافظ ، أخبرنا أبو الفضل بن خميرويه ، أخبرنا أحمد بن نجدة ، أخبرنا سعيد بن منصور ، أخبرنا سفيان ، أخبرنا الأسود بن قيس العنزي ، سمع قوما يقولون : إن عليا - رضي الله عنه - رد شهادة أعمى في سرقة لم يجزها .

                                                            4186 - وروينا عن الحسن أنه كره شهادة الأعمى .

                                                            4187 - وفي حديث محمد بن سليمان بن مسمول ، عن عبيد الله بن سلمة بن وهرام ، عن أبيه ، عن طاوس ، عن ابن عباس ، قال : ذكر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم الرجل يشهد بشهادة ، فقال : " أما أنت يا ابن عباس فلا تشهد إلا على أمر يضيء لك كضياء هذه الشمس " وأومأ بيده إلى الشمس .

                                                            4188 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرنا أبو أحمد بن محمد بن محمد بن الحسن الشيباني ، أخبرنا أبو عبد الله البوشنجي ، أخبرنا عمرو بن مالك البصري ، أخبرنا [ ص: 151 ] محمد بن سليمان فذكره .

                                                            4189 - أخبرنا أبو أحمد عبد الله بن محمد بن الحسن المهرجاني ، أخبرنا أبو بكر بن محمد بن جعفر المزكي ، أخبرنا محمد بن إبراهيم البوشنجي ، أخبرنا ابن بكير ، أخبرنا مالك ، عن عبد الله بن أبي بكر ، عن أبيه ، عن عبد الله بن عمرو بن عثمان ، عن أبي عمرة ، عن زيد بن خالد الجهني : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " ألا أخبركم بخير الشهداء ؟ الذي يأتي بشهادته قبل أن يسألها ، أو يخبر بشهادته قبل أن يسألها .

                                                            وهذا محمول عند أهل العلم على من تكون عنده لإنسان شهادة وهو لا يعلم بها فيخبر بها .

                                                            والذي روي في حديث عمران بن حصين وغيره في قوم يشهدون ولا يستشهدون ، تحمل أن يكون واردا في شهادة علم بها ، واجتهد فلا يتسارع الشاهد إلى إقامتها حتى يستشهد ، وقد يكون واردا فيمن لم يستشهد أي لم يقع له العلم بتلك الشهادة فيشهد بغير علم فيكون شاهد زور . وقد عد النبي صلى الله عليه وسلم شهادة الزور من الكبائر .

                                                            والله أعلم .

                                                            التالي السابق


                                                            الخدمات العلمية