الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                            صفحة جزء
                                                            19 - باب في التداوي والاكتواء والاسترقاء .

                                                            3918 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ في آخرين قالوا : أخبرنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، أخبرنا بحر بن نصر ، أخبرنا ابن وهب ، أخبرني عمرو بن الحارث ، عن عبد ربه بن سعيد ، عن أبي الزبير ، عن جابر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " لكل داء دواء ، فإذا أصاب الدواء الداء برأ بإذن الله " .

                                                            3919 - وروينا في حديث أسامة بن شريك قال : أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه كأنما على رؤوسهم الطير ، فسلمت ثم قعدت ، فجاءه الأعراب من هاهنا وها هنا ، فقالوا : يا رسول الله ! نتداوى قال : " تداووا فإن الله لم يضع داء إلا وضع له دواء غير واحد : الهرم " .

                                                            3920 - أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن عبيد الله بن عبد الله الحرفي ببغداد ، أخبرنا أحمد بن سلمان الفقيه ، أخبرنا إسماعيل بن إسحاق ، أخبرنا حفص بن عمر ، أخبرنا شعبة ، عن زياد بن علاقة ، عن أسامة بن زيد فذكره .

                                                            3921 - أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ، أخبرني أبو النضر محمد بن محمد بن يوسف الفقيه ، أخبرنا عثمان بن سعيد الدارمي ، أخبرنا أبو الوليد ، أخبرنا عبد الرحمن بن الغسيل ، أخبرنا عاصم بن عمر بن قتادة قال : جاء جابر بعدما أصيب بصره مصفرا لحيته ورأسه ، فحدثنا أن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم قال : " إن كان في شيء مما تداووا به - قال عثمان : تداوون به - شفاء " ، ففي شربة عسل أو بحجمة [ ص: 74 ] دم ، أو لذعة بنار ، توافق الداء ، وما أحب أن أكتوي " .

                                                            3922 - أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار السكري ببغداد ، أخبرنا إسماعيل بن محمد الصفار ، أخبرنا سعدان بن نصر ، أخبرنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن أبي سفيان ، عن جابر بن عبد الله قال : " نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرقى ، وكان عند آل عمرو بن حزم رقية يرقون بها من العقرب ، فأتوا النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا : يا رسول الله ! إنك نهيت عن الرقى وكانت عندنا رقية نرقي بها من العقرب ، قال : " فاعرضها علي " فعرضها عليه ، فقال : " ما أرى بأسا ، من استطاع منكم أن ينفع أخاه فلينفعه " .

                                                            3923 - وروينا عن عوف بن مالك عن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) أنه قال : " لا بأس بالرقى ما لم يكن فيه شرك " .

                                                            3924 - أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق ، أخبرنا أبو العباس بن يعقوب ، أخبرنا بحر بن نصر ، أخبرنا عبد الله بن وهب ، أخبرني عمرو بن الحارث ، ويونس بن يزيد ، عن ابن شهاب ، أن أبا خزامة حدثه أن أباه حدثه أنه قال :

                                                            يا رسول الله ! أرأيت دواء نتداوى به ورقى نسترقي بها وتقاة نتقيها ، هل يرد ذلك من قدر الله من شيء ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إنه من قدر الله " . [ ص: 75 ]

                                                            3925 - قال الشيخ . والذي روي عن ابن مسعود مرفوعا أن الرقى والتمائم والتولة شرك فإنما أرادوا والله أعلم ما كان من الرقى والتمائم بغير لسان العربية مما لا يدرى ما هو .

                                                            وأما التولة بكسر التاء : فهو الذي يحبب المرأة إلى زوجها ، وهو من السحر وذلك لا يجوز . قاله أبو عبيد .

                                                            3926 - وروي ، عن جابر مرفوعا أنه سئل عن النشرة فقال : " هو من عمل الشيطان " . والنشرة ضرب من الرقية والعلاج يعالج به من كان يظن به مس من الجن ، وكل ذلك إذا كانت الرقية بغير كتاب الله وذكره ، فإذا كانت بما يجوز فلا بأس بها على وجه التبرك بذكر الله ، والله أعلم .

                                                            3927 - وروينا عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم : " العين حق ، ولو كان شيء [ ص: 76 ] سابق القدر لسبقته العين ، وإذا استغسلتم فاغسلوا " .

                                                            3928 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرنا أبو بكر بن إسحاق ، أخبرنا علي بن عبد العزيز ، أخبرنا مسلم بن إبراهيم ، أخبرنا وهيب ، عن ابن طاوس ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، فذكره .

                                                            3929 - وروينا عن عائشة أنها قالت : كان يؤمر العائن فيتوضأ ثم يغتسل منه المعين .

                                                            وروي في تفسير الاستغسال في قصة سهل بن حنيف قد ذكرناه في كتاب السنن .

                                                            التالي السابق


                                                            الخدمات العلمية