آ. (18) قوله : هي عصاي : "هي" تعود على المستفهم عنه. وقرأ العامة "عصاي" بفتح الياء، والجحدري وابن أبي إسحاق "عصي" بالقلب والإدغام. وقد تقدم في أول البقرة توجيه ذلك، ولمن تنسب هذه اللغة، والشعر المروي في ذلك. وروي عن أبي عمرو وابن أبي إسحاق أيضا "عصاي" بسكونها وصلا. وقد فعل مثل ذلك في "محياي" فجمع بين ساكنين وصلا، وتقدم الكلام هناك. نافع
قوله: "أتوكأ" يجوز أن يكون خبرا ثانيا لـ "هي"، ويجوز أن يكون حالا: إما من "عصاي"، وإما من الياء. وفيه بعد; لأن مجيء الحال من المضاف إليه قليل، وله مع ذلك شروط ليس فيه شيء منها هنا. ويجوز أن تكون جملة مستأنفة. وجوز نقلا عن غيره أن تكون "عصاي" منصوبة بفعل مقدر، و "أتوكأ" هو الخبر، ولا ينبغي أن يقال ذلك. أبو البقاء
والتوكؤ: التحامل على الشيء، وهو بمعنى الاتكاء. وقد تقدم تفسيره في يوسف فهما من مادة واحدة، وذكرته هنا لاختلاف وزنيهما.
[ ص: 25 ] والهش بالمعجمة- الخبط. يقال: هششت الورق أهشه أي: خبطته ليسقط، وأما هش يهش بكسر العين في المضارع فبمعنى البشاشة، وقد قرأ بذلك فقيل: هو بمعنى أهش بالضم، والمفعول محذوف في القراءتين أي: أهش الورق أو الشجر. وقيل: هو في هذه القراءة من هش هشاشة إذا مال. وقرأ النخعي الحسن "وأهس" بضم الهاء والسين المهملة وهو السوق، ومنه الهس والهساس، وعلى هذا فكان ينبغي أن يتعدى بنفسه، ولكنه ضمن معنى ما يتعدى بـ "على" وهو أقوم. ونقل وعكرمة ابن خالويه عن أنه قرأ "وأهش" بضم الهمزة وكسر الهاء من "أهش" رباعيا وبالمهملة، ونقلها عنه النخعي بالمعجمة فيكون عنه قراءات. الزمخشري
ونقل صاحب "اللوامح" عن مجاهد "وأهش" بضم الهاء وتخفيف الشين قال: "ولا أعرف لها وجها" إلا أن يكون قد استثقل التضعيف مع تفشي الشين فخفف، وهو بمعنى قراءة العامة. وعكرمة
وقرأ بعضهم "غنمي" بسكون النون ولا ينقاس. والمآرب: جمع مأربة وهي الحاجة وكذلك الإربة أيضا. وفي راء "المأربة" الحركات الثلاث.
[ ص: 26 ] و "أخرى" كقوله: "الأسماء الحسنى" وقد تقدم قريبا. قال "ولو قيل "أخر" لكان على اللفظ" يعني: "أخر" بضم الهمزة وفتح الخاء، وباللفظ لفظ الجمع. ونقل أبو البقاء: عن الأهوازي شيبة "مارب" قال "بغير همز" كذا أطلق. والمراد بغير همز محقق بل مسهل بين بين، وإلا فالحذف بالكلية شاذ. والزهري