قوله: "لا عوج له" يجوز أن تكون الجملة مستأنفة، وأن تكون حالا من [ ص: 107 ] "الداعي". ويجوز أن تكون الجملة نعتا لمصدر محذوف تقديره: يتبعونه اتباعا لا عوج له. والضمير في "له" فيه أوجه، أظهرها: أنه يعود على الداعي أي: لا عوج لدعائه بل يسمع جميعهم، فلا يميل إلى ناس دون ناس. وقيل: هو عائد على ذلك المصدر المحذوف أي لا عوج لذلك الاتباع. الثالث: أن في الكلام قلبا. تقديره لا عوج لهم عنه.
قوله: "إلا همسا" مفعول به وهو استثناء مفرغ. والهمس: الصوت الخفي. قيل: هو تحريك الشفتين دون نطق. قال "هو الركز الخفي. ومنه الحروف المهموسة". وقيل: هو ما يسمع من وقع الأقدام على الأرض. ومنه همست الإبل: إذا سمع ذلك من وقع أخفافها على الأرض قال: الزمخشري:
3319 - وهن يمشين بنا هميسا ... ... ... ...