آ. (135) و "متربص" خبر " كل " ، أفرد حملا على لفظ "كل".
قوله: "من أصحاب" يجوز في "من" هذه وجهان، أظهرهما: أن تكون استفهامية مبتدأة، و "أصحاب" خبره. والجملة في محل نصب سادة مسد المفعولين. والثاني - ويعزى أن تكون موصولة بمعنى الذين. و "أصحاب" خبر مبتدأ مضمر أي: هم أصحاب، وهذا على مقتضى مذهبهم، يحذفون مثل هذا العائد وإن لم تطل الصلة. ثم "علم" يجوز أن تكون عرفانية فتكتفي بهذا المفعول، وأن تكون على بابها فلا بد من تقدير ثانيهما. للفراء-
وقرأ العامة: "السوي" على وزن فعيل بمعنى المستوي. وقرأ أبو مجلز وعمران بن حدير "السواء" بفتح السين والمد، بمعنى الوسط الجيد. وقرأ يحيى بن يعمر والجحدري "السوأى" على فعلى باعتبار أن الصراط يذكر ويؤنث. وقرأ "السوء" بفتح السين بمعنى الشر. ابن عباس
[ ص: 127 ] وروي عنهما "السوى" بضم السين وتشديد الواو. ويحتمل ذلك وجهين، أحدهما: أن يكون قلب الهمزة واوا، وأدغم الواو في الواو، وأن يكون فعلى من السواء. وأصله السويا فقلبت الياء واوا وأدغم أيضا. وكان قياس هذه السيا; لأنه متى اجتمع ياء وواو وسبقت إحداهما بالسكون قلبت الواو ياء وهنا فعل بالعكس.
وقرئ "السوي" بضم السين وفتح الواو وتشديد الياء تصغير "سوء" قاله قال الشيخ: "وليس بجيد إذ لو كان كذلك لثبتت همزة "سوء". والأجود أن يكون تصغير "سواء"، كقولهم عطي في عطاء". قلت: وقد جعله الزمخشري. أيضا تصغير السوء يعني بفتح السين. ويرد عليه ما تقدم إيراده على أبو البقاء وإبدال مثل هذه الهمزة جائز فلا إيراد. الزمخشري،
قوله: "ومن اهتدى" فيه ثلاثة أوجه، أحدها: أن تكون استفهامية، وحكمها كالتي قبلها إلا في حذف العائد. الثاني: أنها في محل رفع على ما تقدم في الاستفهامية. الثالث: أنها في محل جر نسقا على "الصراط" أي: وأصحاب من اهتدى. وعلى هذين الوجهين تكون موصولة، قال في الوجه الثاني: "وفيه عطف الخبر على الاستفهام، وفيه تقوية قول أبو البقاء يعني أنه إذا جعلها موصولة كانت خبرية".[تمت بعونه سورة طه].
الفراء"