آ. (36) قوله : إن يتخذونك    : "إن" هنا نافية، وهي وما في حيزها جواب الشرط بـ إذا، و "إذا" مخالفة لأدوات الشرط في ذلك، فإن أدوات الشرط متى أجيبت بـ "إن" النافية أو بـ "ما" النافية وجب الإتيان بالفاء تقول: إن أتيتني فإن أهنتك وفما أهنتك. وتقول: إذا أتيتني ما أهنتك بغير فاء يدل له قوله تعالى:  "وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات ما كان حجتهم إلا أن قالوا".  
و "اتخذ" هنا متعدية لاثنين. و  "هزوا"  هو الثاني: إما على حذف مضاف، وإما على الوصف بالمصدر مبالغة، وإما على وقوعه موقع اسم المفعول. 
وفي جواب "إذا" قولان، أحدهما: أنه "إن" النافية، وقد تقدم ذلك. والثاني: أنه محذوف، وهو القول الذي قد حكى به الجملة الاستفهامية في قوله:  "أهذا الذي يذكر آلهتكم"  إذ التقدير: وإذا رآك الذين كفروا يقولون: أهذا الذي. وتكون الجملة المنفية معترضة بين الشرط وبين جوابه المقدر. 
قوله:  "وهم بذكر الرحمن هم كافرون"   "هم" الأولى مبتدأ مخبر عنه بـ "كافرون"، و "بذكر" متعلق بالخبر. والتقدير: وهم كافرون بذكر. و "هم" الثاني تأكيد للأول تأكيدا لفظيا، فوقع الفصل بين العامل ومعموله بالمؤكد، وبين المؤكد والمؤكد بالمعمول. 
وفي هذه الجملة قولان، أحدهما: أنه في محل نصب على الحال من  [ ص: 156 ] فاعل القول المقدر أي: يقولون ذلك وهم على هذه الحالة. والثاني: أنها حال من فاعل "يتخذونك"، وإليه نحا  الزمخشري،  فإنه قال: "والجملة في موضع الحال أي: يتخذونك هزوا وهم على حال هي أصل الهزء والسخرية، وهي الكفر بالله". 
				
						
						
