وقيل: جاء في التفسير: أنه كان خلق في الأول جوهرة فنظر إليها فذابت ماء، فمنها خلق ذلك. والثاني: أن "من" متعلقة بمحذوف على أنها صفة لـ "دابة" والمعنى: الإخبار بأنه خلق كل دابة كائنة من الماء، أي: كل دابة من ماء هي مخلوقة لله تعالى. قاله القفال.
ونكر "ماء" وعرفه في قوله: "من الماء كل شيء حي" لأن المقصود هنا التنويع.
قوله: "فمنهم من يمشي" إلى آخره. إنما أطلق "من" على غير العاقل لاختلاطه بالعاقل في المفصل بـ "من" وهو "كل دابة"، وكان التعبير بـ "من" أولى لتوافق اللفظ. وقيل: لما وصفهم بما يوصف به العقلاء وهو المشي أطلق عليها "من". وفيه نظر; لأن هذه الصفة ليست خاصة بالعقلاء، بخلاف قوله تعالى: "أفمن يخلق كمن لا يخلق". [وقوله:]
3457 - . . . . . . . . . . . . . . هل من يعير جناحه لعلي. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
[ ص: 426 ] البيت. وقد تقدم خلاف القراء في "خلق كل دابة" في سورة إبراهيم. واستعير المشي للزحف على البطن، كما استعير المشفر للشفة وبالعكس.