[ ص: 493 ] قوله: "الرحمن" من قرأ بالرفع ففيه أوجه، أحدها: أنه خبر "الذي خلق" وقد تقدم. أو يكون خبر مبتدأ مضمر أي: هو الرحمن، أو يكون بدلا من الضمير في "استوى" أو يكون مبتدأ، وخبره الجملة من قوله "فاسأل به" على رأي كقوله: الأخفش.
3489 - وقائلة خولان فانكح فتاتهم . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
أو يكون صفة للذي خلق، إذا قلنا: إنه مرفوع. وأما على قراءة فيتعين أن يكون نعتا. زيد
قوله: "به" في الباء قولان: أحدهما: هي على بابها، وهي متعلقة بالسؤال. والمراد بالخبير الله تعالى، ويكون من التجريد، كقولك: لقيت به أسدا. والمعنى: فاسأل الله الخبير بالأشياء. قال "أو فاسأل بسؤاله خبيرا، كقولك: رأيت به أسدا أي: برؤيته" انتهى. ويجوز أن تكون الباء صلة " خبيرا " و " خبيرا " مفعول "اسأل" على هذا، أو منصوب على الحال المؤكدة. واستضعفه الزمخشري: قال "ويضعف أن يكون خبيرا حالا من فاعل "اسأل" لأن الخبير لا يسأل إلا على جهة التوكيد كقوله: أبو البقاء. "وهو الحق مصدقا" ثم قال: "ويجوز أن يكون حالا من "الرحمن" إذا رفعته بـ استوى.
[ ص: 494 ] والثاني: أن تكون الباء بمعنى "عن": إما مطلقا، وإما مع السؤال خاصة كهذه الآية الكريمة وكقول الشاعر:
3490 - فإن تسألوني بالنساء. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
البيت. والضمير في "عنه" لله تعالى و "خبيرا" من صفات الملك وهو جبريل عليه السلام. ويجوز على هذا - أعني كون "خبيرا" من صفات جبريل- أن تكون الباء على بابها، وهي متعلقة بـ "خبيرا" كما تقدم أي: فاسأل الخبراء به.