آ. (13) قوله : وأنا اخترتك : قرأ في آخرين "وأنا اخترناك" بفتح الهمزة بضمير المتكلم المعظم نفسه. وقرأ حمزة السلمي والأعمش كذلك، إلا أنهم كسروا الهمزة. والباقون "وأنا اخترتك" بضمير المتكلم وحده. وقرأ وابن هرمز "وأني اخترتك" بفتح الهمزة. أبي
[ ص: 18 ] فأما قراءة فعطف على قوله حمزة "إني أنا ربك"، وذلك أنه بفتح الهمزة هناك، ففعل ذلك لما عطف غيرها عليها. ومن كسرها فلأنه يقرأ "إني أنا ربك" بالكسر. وقراءة كقراءة أبي بالنسبة للعطف. وجوز حمزة أن يكون الفتح على تقدير: ولأنا اخترناك فاستمع، فعلقه باستمع. والأول أولى. ومفعول "اخترتك" الثاني محذوف أي: اخترتك من قومك. أبو البقاء
قوله "لما يوحى" الظاهر تعلقه بـ "استمع". ويجوز أن تكون اللام مزيدة في المفعول على حد قوله تعالى: "ردف لكم". وجوز وغيره أن تكون المسألة من باب التنازع بين "اخترتك" وبين "استمع" كأنه قيل: اخترتك لما يوحى فاستمع لما يوحى. قال الزمخشري "فعلق اللام بـ "استمع" أو بـ "اخترتك". الزمخشري:
وقد رد الشيخ هذا بأن قال: "ولا يجوز التعليق بـ "اخترتك" لأنه من باب الإعمال، يجب - أو يختار- إعادة الضمير مع الثاني فكان يكون: فاستمع له لما يوحى، فدل على أنه من باب إعمال الثاني". قلت: عنى التعليق المعنوي من حيث الصلاحية، وأما تقدير الصناعة فلم يعنه. الزمخشري
و "ما" يجوز أن تكون مصدرية، وبمعنى الذي أي: فاستمع للوحي أو للذي يوحى.