الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
23 - الحكم في الرجال البالغين

17900 - أخبرنا أبو سعيد، حدثنا أبو العباس، أخبرنا الربيع قال: قال الشافعي رحمه الله: "ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم على قريظة وخيبر، فقسم عقارها من الأرضين والنخل قسمة الأموال" [ ص: 197 ] .

17901 - وسبى رسول الله صلى الله عليه وسلم ولدان بني المصطلق، وهوازن ونساءهم، فقسمهم قسمة الأموال .

17902 - وأسر رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل بدر ، فمنهم من من عليه بلا شيء أخذه منه، ومنهم من أخذ منه فدية، ومنهم من قتله ".

17903 - وكان المقتولان بعد الإسار يوم بدر : عقبة بن أبي معيط، والنضر بن الحارث [ ص: 198 ] .

17904 - وكان من الممنون عليهم بلا فدية: أبو عزة الجمحي، تركه رسول الله صلى الله عليه وسلم لبناته، وأخذ عليه أن لا يقاتله، فأخفره وقاتله يوم أحد، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا يفلت، فما أسر من المشركين رجل غيره فقال: يا محمد امنن علي، ودعني لبناتي، وأعطيك عهدا أن لا أعود لقتالك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " لا تمسح على عارضيك بمكة تقول: قد خدعت محمدا مرتين، فأمر به فضربت عنقه ".

17905 - ثم أسر رسول الله صلى الله عليه وسلم: ثمامة بن أثال الحنفي بعد فمن عليه، ثم عاد ثمامة بن أثال الحنفي بعد فأسلم وحسن إسلامه.

17906 - قال الشافعي: أخبرنا عبد الوهاب الثقفي، حدثنا أيوب السختياني، عن أبي قلابة، عن أبي المهلب، عن عمران بن الحصين، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم "فدا رجلا من المسلمين برجلين من المشركين".

[ ص: 199 ] 17907 - هكذا وقع متن هذا الحديث في كتاب قتال المشركين، وأظنه غلط من الكاتب، والصحيح ما: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ في كتاب اختلاف الأحاديث قال: حدثنا أبو العباس، أخبرنا الربيع، أخبرنا الشافعي، أخبرنا عبد الوهاب، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن أبي المهلب، عن عمران بن حصين قال: "أسر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا من بني عقيل، وكانت ثقيف قد أسرت رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ففداه النبي صلى الله عليه وسلم بالرجلين اللذين أسرتهما ثقيف".

17908 - وبإسناده قال: قال الشافعي: وأخبرنا عدد من أهل العلم من قريش وغيرهم من أهل المغازي، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أسر النضر بن الحارث العبدري يوم بدر ، وقتله بالبادية، أو بالنازية، أو الأثيل صبرا ".

17909 - وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أسر عقبة بن أبي معيط يوم بدر فقتله صبرا".

17910 - وبإسناده قال: قال الشافعي: أخبرنا عدد من أهل العلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أسر أبا عزة الجمحي يوم بدر فمن عليه، ثم أسره يوم أحد فقتله صبرا، وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أسر سهيل بن عمرو، وأبا وداعة السهمي، وغيرهم، ففاداهم بأربعة آلاف، أربعة آلاف، وفادى بعضهم بأقل [ ص: 200 ] .

17911 - وكأن ما وصفت من فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يدل على أن للإمام إذا أسر رجلا من المشركين أن يقتل، وأن يمن بلا شيء، وأن يفادي بمال يأخذه منه، وأن يفادي بأن يطلق منهم على أن يطلق له بعض أسرى المسلمين، لا أن بعض هذا ناسخ لبعض، ولا مخالف له به من جهة إباحته.

17912 - أخبرنا أبو سعيد، حدثنا أبو العباس، أخبرنا الربيع قال: قال الشافعي: "وسواء كان السبي من أهل الكتاب أو غير أهل الكتاب؛ لأن بني قريظة كانوا أهل كتاب، ومن وصفت أن النبي صلى الله عليه وسلم من عليهم كانوا من أهل الأوثان، وقد من على بعض الكاتبين فلم يقتل، وقتل أعمى من بني قريظة بعد الإسار".

17913 - قال أحمد: قد روينا عن عروة، أن ثابت بن قيس قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: هب لي الزبير اليهودي أجزه بيد كانت له عندي، فأعطاه إياه، ثم إنه سأل ثابتا أن يقتله حين أخبره بقتل قومه، فذكره لرسول الله صلى الله عليه وسلم فأمر به فقتل.

17914 - وفي مغازي موسى بن عقبة: أنه الزبير بن باطا القرظي، وكان يومئذ كبيرا أعمى.

[ ص: 201 ] [ ص: 202 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية