الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
17983 - أخبرنا أبو إسحاق الفقيه، أخبرنا أبو النضر، أخبرنا أبو جعفر بن سلامة، حدثنا المزني، حدثنا الشافعي، أخبرنا مالك، عن يحيى بن سعيد قال: أخبرني عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت، أن أباه، أخبره، عن عبادة بن الصامت قال: "بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في العسر واليسر، والمكره والمنشط، وأن لا ننازع الأمر أهله، وأن نقول أو نقوم بالحق لا نخاف في الله لومة لائم" أخرجه البخاري في الصحيح من حديث مالك ، وأخرجه مسلم من وجه آخر عن يحيى.

17984 - وبهذا الإسناد، حدثنا الشافعي، أخبرنا عبد الوهاب، عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن أبي الأشعث، عن عبادة بن الصامت قال: أخذ علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ستا كما أخذ على النساء: "أن لا تشركوا بالله شيئا، ولا [ ص: 222 ] تسرقوا، ولا تزنوا، ولا تقتلوا أولادكم، ولا يغتب بعضكم بعضا، ولا تعصوا في معروف أمرتكم به، فمن أصاب منكم واحدة فعجلت عقوبته فهو كفارة، ومن أخرت عقوبته فأمره إلى الله إن شاء عذبه، وإن شاء غفر له" أخرجه مسلم من حديث هشيم، عن خالد الحذاء.

17985 - وبهذا الإسناد قال: حدثنا الشافعي، أخبرنا مالك، عن عبد الله بن دينار، عن عبد الله بن عمر قال: كنا إذا بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة يقول لنا: "فيما استطعتم" أخرجه البخاري في الصحيح من حديث مالك.

17986 - زاد في القديم من حديث مالك ، عن محمد بن المنكدر، عن أميمة بنت رقيقة، أنها قالت: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في نسوة نبايعه فقلنا: يا رسول الله ، نبايعك على أن لا نشرك بالله شيئا، ولا نسرق، ولا نزني، ولا نقتل أولادنا، ولا نأتي ببهتان نفتريه بين أيدينا وأرجلنا، ولا نعصيك في معروف قالت: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فيما استطعتن وأطقتن" قالت: فقلنا: الله ورسوله أرحم بنا من [ ص: 223 ] أنفسنا، هلم نبايعك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إني لا أصافح النساء، إنما قولي لمائة امرأة كقولي لامرأة واحدة".

17987 - أخبرناه أبو زكريا بن أبي إسحاق، أخبرنا أبو الحسن الطرائفي، حدثنا عثمان بن سعيد، حدثنا القعنبي، فيما قرأ على مالك فذكره، غير أنه قال: "كقولي لامرأة واحدة"، أو "مثل قولي لامرأة واحدة".

17988 - قال الشافعي: حدثنا سفيان بن عيينة، عن أبي الزبير ، عن جابر قال: "لم نبايع رسول الله صلى الله عليه وسلم على الموت، ولكن بايعناه على أن لا نفر" أخبرناه أبو عبد الله الحافظ، حدثنا أحمد بن سلمان الفقيه، حدثنا بشر بن موسى، حدثنا الحميدي، حدثنا سفيان، حدثنا أبو الزبير، عن جابر، فذكره رواه مسلم في الصحيح من حديث سفيان.

17989 - وذكر الشافعي معنى حديث عمرو بن يحيى، عن عباد بن تميم، عن عبد الله بن زيد قال: " لما كان زمان الحرة أتاه آت فقال له: هذاك ابن حنظلة يبايع الناس، فقال: على أي شيء؟ قال: على الموت قال: لا أبايع على هذا أحدا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم " [ ص: 224 ] أخبرناه علي بن أحمد بن عبدان، أخبرنا علي بن عبيد، حدثنا هشام، حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا وهيب، عن عمرو بن يحيى المازني، فذكره رواه البخاري عن موسى، وأخرجه مسلم من وجه آخر عن وهيب.

17990 - قال الشافعي: فالسنة أن يبايع الناس إمامهم على أن يقاتلوا معه ما أمكنهم القتال وأطاقوه، فإذا لم يطيقوه فلا سبيل عليهم كما وصفه ابن عمر، "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يبايع الناس فيما استطاعوا".

17991 - قال الشافعي: فإن عجزوا عن القتال وسعهم التحيز والفرار إلى فئة، وكل المسلمين فئة.

17992 - وكذلك قال عمر بن الخطاب : "أنا فئة كل مسلم".

[ ص: 225 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية