الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
14 - باب نصارى العرب

18623 - أخبرنا أبو سعيد، حدثنا أبو العباس، أخبرنا الربيع قال: قال الشافعي رحمه الله: "صالح رسول الله صلى الله عليه وسلم أكيدرا الغساني، وكان نصرانيا عربيا، على الجزية، وصالح نصارى نجران على الجزية، فهم عرب وعجم، وصالح ذمة اليمن على الجزية وفيهم عرب وعجم".

18624 - واختلفت الأخبار عن عمر رضي الله عنه في نصارى العرب من تنوخ وبهراء وبني تغلب، فروي عنه أنه صالحهم على أن يضاعف عليهم الصدقة ولا يكرهوا على غير دينهم، ولا يصبغوا أبناءهم في النصرانية، وعلمنا أنه كان يأخذ جزيتهم نعما.

18625 - ثم روى أنه قال بعد: ما نصارى العرب بأهل الكتاب، فذكر ما: أخبرنا أبو بكر، وأبو زكريا، وأبو سعيد، قالوا: حدثنا أبو العباس، أخبرنا الربيع، أخبرنا الشافعي، أخبرنا إبراهيم بن محمد، عن عبد الله بن دينار، عن سعد بن الفلحة مولى عمر أو ابن سعد، أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: "ما نصارى العرب بأهل الكتاب، وما تحل لنا ذبائحهم، وما أنا بتاركهم حتى يسلموا أو أضرب أعناقهم".

18626 - قال الشافعي رحمه الله في روايتنا عن أبي سعيد : فأرى للإمام أن يأخذ منهم الجزية؛ لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذها من النصارى من العرب كما [ ص: 401 ] وصفت، فأما ذبائحهم فلا أجيز أكلها خبرا عن عمر وعلي بن أبي طالب، وكذلك لا يحل لنا نكاح نسائهم لأن الله جل ثناؤه إنما أحل لنا من أهل الكتاب الذين عليهم نزل، وبسط الكلام في ذلك، وجعلهم شبيها بالمجوس.

التالي السابق


الخدمات العلمية