الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
15 - الرجل يموت في أرض العدو قبل الغنيمة

17728 - أخبرنا أبو عبد الله، وأبو سعيد، قالوا: حدثنا أبو العباس، أخبرنا الربيع، أخبرنا الشافعي في كتاب اختلاف أبي حنيفة والأوزاعي ، قال أبو حنيفة : "في الرجل يموت في دار الحرب، أو يقتل، إنه لا يضرب له بسهم في الغنيمة".

17729 - وقال الأوزاعي : "أسهم رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل من المسلمين قتل بخيبر".

17730 - وأجمعت أئمة الهدى على الإسهام لمن مات أو قتل.

17731 - وقال أبو يوسف: حدثنا بعض أشياخنا، عن الزهري، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه لم يضرب لأحد ممن استشهد معه بسهم في شيء من المغانم قط، وأنه لم يضرب لعبيدة بن الحارث في غنيمة بدر ، ومات بالصفراء قبل أن يدخل المدينة ".

17732 - قال أبو يوسف: ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو كما قال، ولرسول الله صلى الله عليه وسلم في الفيء وفي غيره حال ليست لغيره [ ص: 153 ] .

17733 - قد أسهم رسول الله صلى الله عليه وسلم لعثمان بن عفان في بدر ولم يشهدها قال: وأجري يا رسول الله؟ قال: "وأجرك".

17734 - وأسهم أيضا لطلحة بن عبيد الله في بدر ولم يشهدها، فقال: وأجري؟ قال: "وأجرك".

17735 - ولو أن إماما من أئمة المسلمين أشرك قوما لم يغزوا مع الجند لم يسغ ذلك له، وكان مسيئا، ولا نعلم رسول الله صلى الله عليه وسلم أسهم لأحد من الغنيمة ممن قتل يوم بدر ، ولا يوم حنين، ولا يوم خيبر، فقد قتل بها رهط معروفون.

17736 - فعليك من الحديث ما تعرفه العامة، وإياك والشاذ منه.

17737 - فإنه: حدثنا خالد بن أبي كريمة، عن أبي جعفر، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه دعا اليهود فسألهم فحدثوه حتى كذبوا على عيسى ابن مريم عليه السلام، فصعد النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر فخطب الناس فقال: "إن الحديث سيفشو عني، فما أتاكم عنى يوافق القرآن فهو عني، وما أتاكم عني يخالف القرآن فليس عني".

17738 - وعن مسعر بن كدام، والحسن بن عمارة، عن عمرو بن مرة، عن أبي البختري الطائي، عن علي بن أبي طالب، أنه قال: "إذا أتاكم الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فظنوا به الذي هو أهدى، والذي هو أتقى، والذي هو أهيا" [ ص: 154 ] .

17739 - وعن أشعث بن سوار، وإسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي، عن قرظة بن كعب الأنصاري، أنه قال: " أقبلت في رهط من الأنصار إلى الكوفة فتبعنا عمر بن الخطاب يمشي حتى انتهى إلى مكان قد سماه ثم قال: هل تدرون لم مشيت معكم يا معشر الأنصار ؟ قالوا: نعم، لحقنا قال: إن لكم لحقا، ولكنكم تأتون قوما لهم دوي بالقرآن كدوي النحل، فأقلوا الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا شريككم " فقال قرظة: لا أحدث حديثا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أبدا.

17740 - وكان عمر فيما بلغنا لا يقبل الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا بشاهدين.

17741 - وكان علي بن أبي طالب لا يقبل الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يستحلف معه [ ص: 155 ] .

17742 - قال أبو يوسف: حدثنا الثقة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال في مرضه الذي مات فيه: "إني لا أحرم إلا ما حرم القرآن، ولا أحل إلا ما أحل القرآن، والله لا تمسكون علي بشيء".

17743 - قال أبو يوسف: فاجعل القرآن والسنة المعروفة إماما وقائدا، وأتبع ذلك، وقس به ما يرد عليك.

التالي السابق


الخدمات العلمية