الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
18251 - أخبرنا أبو علي الروذباري، أخبرنا أبو بكر بن داسة، حدثنا أبو داود ، حدثنا عثمان بن أبي شيبة، حدثنا يحيى بن آدم، حدثنا ابن إدريس، عن محمد بن إسحاق، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن ابن عباس ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفتح جاءه العباس بن عبد المطلب بأبي سفيان بن حرب فأسلم بمر الظهران، فقال له العباس: "يا رسول الله، إن أبا سفيان رجل يحب هذا الفخر، فلو جعلت له شيئا" قال: "نعم، من دخل دار أبي سفيان فهو آمن، ومن أغلق بابه فهو آمن".

18252 - وأخبرنا أبو علي، أخبرنا أبو بكر، حدثنا أبو داود ، حدثنا محمد بن عمرو الرازي، حدثنا سلمة بن الفضل، عن محمد بن إسحاق، عن العباس بن عبد الله بن معبد، عن بعض أهله، عن ابن عباس قال: لما نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم مر الظهران قال العباس: قلت: والله لئن دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة عنوة قبل أن يأتوه فيستأمنوه إنه لهلاك قريش، فجلست على بغلة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: لعلي أجد ذا حاجة يأتي أهل مكة فيخبرهم بمكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليخرجوا إليه فيستأمنوه، فإني لأسير سمعت كلام أبي سفيان، وبديل بن ورقاء، فقلت: يا أبا حنظلة، فعرف صوتي قال: أبو الفضل؟ قلت: نعم قال: ما لك فداك أبي وأمي؟ قلت: هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس قال: فما الحيلة؟ قلت: فاركب معي، فركب خلفي ورجع صاحبه، فلما أصبح غدوت به على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم، قلت: يا رسول الله، إن أبا سفيان رجل يحب الفخر، فاجعل له شيئا قال: "نعم [ ص: 298 ] ، من دخل دار أبي سفيان فهو آمن، ومن أغلق عليه داره فهو آمن، ومن دخل المسجد فهو آمن" قال: فتفرق الناس إلى دورهم، وإلى المسجد.

18253 - وهذا الذي روي في هذا الحديث معروف مشهور فيما بين أهل العلم بالمغازي.

18254 - وقد رواه يوسف بن يعقوب القاضي، عن يوسف بن بهلول، عن ابن إدريس، عن ابن إسحاق قال: قال الزهري ، فحدثني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن ابن عباس ، فذكره بمعناه وأتم منه.

18255 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرنا أبو جعفر البغدادي، حدثنا أبو علاثة محمد بن عمرو بن خالد قال: حدثنا أبي، قال ابن لهيعة: حدثنا أبو الأسود، عن عروة بن الزبير.

18256 - وأخبرنا أبو عبد الله، أخبرنا إسماعيل بن محمد بن الفضل، حدثنا جدي، حدثنا إبراهيم بن المنذر، حدثنا محمد بن فليح، عن موسى بن عقبة، عن ابن شهاب.

18257 - وأخبرنا أبو الحسن بن الفضل القطان، أخبرنا محمد بن عبد الله بن عتاب العبدي، حدثنا القاسم بن عبد الله بن المغيرة، حدثنا ابن أبي أويس، حدثنا إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة، عن موسى بن عقبة، قالوا في فتح مكة - وهذا لفظ حديث القطان: ثم إن بني نفاثة من بني الدئل أغاروا على بني كعب وهم في المدة التي بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين قريش، وكانت بنو كعب في صلح رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبنو نفاثة في صلح قريش، فأعانت بنو بكر بني نفاثة، وأعانتهم قريش بالسلاح والرقيق.

التالي السابق


الخدمات العلمية