الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
62 - ما جاء في المسلم يدل المشركين على عورة المسلمين

18447 - أخبرنا أبو عبد الله، وأبو بكر، وأبو زكريا، وأبو سعيد، قالوا: حدثنا أبو العباس، أخبرنا الربيع، أخبرنا الشافعي، أخبرنا سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن الحسن بن محمد، عن عبيد الله بن أبي رافع قال: سمعت عليا رضي الله عنه يقول: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا والزبير والمقداد فقال: "انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ، فإن بها ظعينة معها كتاب"، فخرجنا تعادي بنا خيلنا فإذا نحن بظعينة فقلنا: أخرجي الكتاب، فقالت: ما معي كتاب، فقلنا لها: لتخرجن الكتاب أو لنلقين الثياب، فأخرجها من عقاصتها، فأتينا به رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا فيه: من حاطب بن أبي بلتعة إلى أناس من المشركين ممن بمكة يخبر ببعض أمر النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: "ما هذا يا حاطب؟"، فقال: لا تعجل علي إني كنت امرأ ملصقا في قريش ولم أكن من أنفسها، وكان من معك من المهاجرين لهم قرابات يحمون بها قراباتهم، ولم يكن لي بمكة قرابة، فأحببت إذ فاتني ذلك أن أتخذ عندهم، والله ما فعلته شكا في ديني ولا رضا بالكفر بعد الإسلام، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنه قد صدق"، فقال عمر: يا رسول الله، دعني أضرب عنق هذا المنافق، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " إنه قد شهد بدرا، وما يدريك لعل الله اطلع على [ ص: 348 ] أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم "، ونزلت: ( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة ) أخرجه البخاري، ومسلم في الصحيح من حديث سفيان.

18448 - وذكره الشافعي في القديم من حديث أبي عبد الرحمن السلمي، عن علي، ومن حديث ابن عباس عن عمر، ومن حديث أبي الزبير عن جابر.

18449 - أخبرنا أبو سعيد، حدثنا أبو العباس، أخبرنا الربيع قال: قال الشافعي في مبسوط كلامه: وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "تجافوا لذوي الهيئات"، وقيل في الحديث: "ما لم يكن حدا"، كان هذا من الرجل ذي الهيئة، وقيل بجهالة، كما كان هذا من حاطب بجهالة، وكان غير متهم أحببت أن يتجافى له، وإذا كان من غير ذي الهيئة كان للإمام، والله أعلم، تعزيره ".

[ ص: 349 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية