الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
12 - باب قتال أهل الردة، وما أصيب في أيديهم

17529 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدثنا أبو العباس، أخبرنا الربيع، قال الشافعي رحمه الله في المرتدين: على المسلمين أن يبدؤوا بجهادهم، وما أصاب أهل الردة للمسلمين فالحكم عليهم كالحكم على المسلمين، لا يختلف في العقل، والقود، وضمان ما يصيبون.

17530 - فإن قيل: فما صنع أبو بكر رضي الله عنه في أهل الردة؟ قال لقوم جاؤوه تائبين: "تدون قتلانا، ولا ندي قتلاكم" فقال عمر: لا نأخذ لقتلانا دية ".

17531 - قال الشافعي: وإذا ضمنوا الدية في قتل غير متعمدين كان عليهم القصاص في قتلهم متعمدين [ ص: 79 ] .

17532 - وقال في موضع آخر في قول عمر: لا نأخذ لقتلانا دية: قد يجب الشيء للرجل فيدعه طلب الثواب، ولم يرو عنهما أن أحدا طلب وأقام بينة على القاتل بعينه فلم يعط حقه، فلا يدع ما يثبت من أصل القصاص.

17533 - قال: وقد قيل: لا يقتص منهم، ولا يتبعوا بشيء إلا أخذ ما كان قائما في أيديهم.

17534 - ومن قال هذا احتج بترك عمر إياهم.

17535 - أخبرنا أبو سعيد، حدثنا أبو العباس، أخبرنا الربيع قال: قال الشافعي: "قد ارتد طليحة فقتل ثابت بن أقرم، وعكاشة بن محصن، ثم أسلم فلم يقد بواحد منهما، ولم يؤخذ منه عقل لواحد منهما".

17536 - قال أحمد: حديث أبي بكر وعمر وقولهما حين جاءه وفد بزاخة قد رويناه في حديث قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب وحديث طليحة وصاحبيه قد رويناه عن الزهري وذكره الواقدي بإسناده.

[ ص: 80 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية