الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
كتاب السير

[ ص: 102 ] [ ص: 103 ] بسم الله الرحمن الرحيم

كتاب السير

1 - مدخل إلى السير

[ ص: 104 ] 17600 - أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو، حدثنا أبو العباس الأصم، أخبرنا الربيع بن سليمان، أخبرنا الشافعي رحمه الله قال: قال الله جل ثناؤه: ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) .

17601 - قال الشافعي: "خلق الله الخلق لعبادته".

17602 - قال أحمد: يعني خلق من يعبده لعبادته، وروي معنى ذلك عن سعيد بن المسيب.

17603 - قال الشافعي: ثم أبان جل ثناؤه أن خيرته من خلقه أنبياؤه، فقال: ( كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين ) .

17604 - ثم ساق الكلام إلى أن قال: ثم اصطفى محمدا صلى الله عليه وسلم من خير آل إبراهيم، وأنزل كتبه قبل إنزاله الفرقان على محمد صلى الله عليه وسلم بصفة فضيلته وفضيلة من تبعه، فقال: ( محمد رسول الله والذين معه ) إلى قوله: ( ذلك مثلهم [ ص: 105 ] في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره ) الآية.

17605 - وقال لأمته: ( كنتم خير أمة أخرجت للناس ) .

17606 - ثم أخبر جل ثناؤه أنه جعله فاتح رحمته عند فترة رسله، فقال: ( يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم على فترة من الرسل أن تقولوا ما جاءنا من بشير ولا نذير فقد جاءكم بشير ونذير ) ، وقال: ( هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم ) .

17607 - وكان في ذلك ما دل على أنه بعثه إلى خلقه لأنهم كانوا أهل كتاب وأميين، وأنه فتح به رحمته، وختم به نبوته، فقال: ( ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين ) .

17608 - وقضى أن يظهر دينه على الأديان، فقال: ( هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ) الآية.

[ ص: 106 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية