الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
33 - ما جاء في قتل من لا قتال منه من الرهبان وغيره

18070 - أخبرنا أبو سعيد، حدثنا أبو العباس، أخبرنا الربيع قال: قال الشافعي: "ويترك قتل الرهبان اتباعا لأبي بكر رضي الله عنه" ونص في هذا الكتاب على قتال من لا قتال منه سوى الرهبان، ونص على أنه إنما قاله في الرهبان اتباعا لا قياسا.

18071 - وقال في كتابه على سير الواقدي المسموع بهذا الإسناد: قال الله عز وجل: ( قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ) ، وقال في غير أهل الكتاب: ( وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله ) ، فحقن الله دماء من لم يدن دين أهل الكتاب من المشركين بالإيمان لا غيره، وحقن دماء من دان دين أهل الكتاب بالإيمان أو إعطاء الجزية، لا أعرف منهم خارجا من هذا من الرجال [ ص: 249 ] .

18072 - وقتل يوم حنين دريد بن الصمة ابن خمسين ومائة، وهو في شجار لا يستطيع الجلوس، فذكر للنبي صلى الله عليه وسلم فلم ينكر قتله.

18073 - ولا أعرف في الرهبان إلا أن يسلموا، أو يؤدوا الجزية، أو يقتلوا ولا أعرف يثبت عن أبي بكر خلاف هذا، ولو كان يثبت لكان يشبه أن يكون أمرهم بالجد على قتال من يقاتلهم، ولا يتشاغلوا بالمقام على صوامع هؤلاء.

18074 - وبسط الكلام في هذا قال: وقتل أعمى من بني قريظة بعد الإسار، وهذا يدل على قتل من لا يقاتل من الرجال البالغين إذا أبى الإسلام أو الجزية.

18075 - قال أحمد: حديث أبي بكر الصديق رضي الله عنه إنما روي عنه منقطعا.

التالي السابق


الخدمات العلمية