الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
17652 - أخبرنا أبو إسحاق الفقيه، أخبرنا أبو النضر، أخبرنا أبو جعفر، حدثنا المزني، حدثنا الشافعي، أخبرنا مالك، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن عبد الله بن أبي قتادة الأنصاري، عن أبيه قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إن قتلت في سبيل الله صابرا محتسبا مقبلا غير مدبر أيكفر الله عني خطاياي؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "نعم"، فلما ولى الرجل ناداه فنودي فقال: "كيف قلت؟" قال: فأعاد عليه القول، فقال: "نعم، إلا الدين، كذلك قال لي جبريل عليه السلام" أخرجه مسلم من وجه آخر عن يحيى بن سعيد.

[ ص: 124 ] 17653 - وأخبرنا أبو إسحاق، أخبرنا شافع، أخبرنا الطحاوي، حدثنا المزني، حدثنا الشافعي، أخبرنا سفيان، عن ابن عجلان، عن محمد بن قيس، عن عبد الله بن أبي قتادة، عن أبي قتادة، أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، أرأيت إن ضربت بسيفي هذا في سبيل الله صابرا محتسبا مقبلا غير مدبر أيكفر الله عني خطاياي؟ فقال: "نعم" قال: فلما أدبر قال: " تعال، هذا جبريل يقول: إلا أن يكون عليك دين " رواه مسلم عن سعيد بن منصور.

17654 - قال الشافعي في رواية الربيع: فإذا كان يحجبه مع الشهادة عن الجنة الدين، فبين أن لا يجوز له الجهاد وعليه دين، إلا أن يأذن له أهل الدين.

17655 - ثم ساق الكلام إلى أن قال: وعليه أن لا يجاهد إلا بإذن أبويه، وإذا كانا على غير دينه فإنما يجاهد أهل دينهما فلا طاعة لهما عليه في ترك الجهاد، وله الجهاد وإن خالفهما.

17656 - قال أحمد: روينا في الحديث الثابت، عن عبد الله بن عمرو ، أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فاستأذنه في الجهاد، فقال: "أحي والداك؟" قال: نعم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ففيهما فجاهد" [ ص: 125 ] أخبرناه أبو عبد الله الحافظ، حدثنا أبو العباس بن يعقوب، حدثنا إبراهيم بن مرزوق، حدثنا أبو داود ويعقوب بن إسحاق قالا: حدثنا شعبة، عن حبيب بن أبي ثابت، عن أبي العباس، عن عبد الله بن عمرو أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم يستأذنه في الجهاد، فذكره أخرجاه في الصحيح من حديث شعبة.

17657 - وروينا في حديث عطاء بن السائب، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو في هذا الحديث قال: وتركت أبوي يبكيان، فقال: "ارجع فأضحكهما كما أبكيتهما".

17658 - وفي رواية أبي سعيد الخدري قال: أذنا لك؟ قال: لا قال: "فارجع فاستأذنهما".

17659 - أخبرنا أبو سعيد، حدثنا أبو العباس، أخبرنا الربيع قال: قال الشافعي: "فإذا كانا على غير دينه فإنما يجاهد أهل دينهما فلا طاعة لهما في ترك الجهاد" [ ص: 126 ] .

17660 - ثم ساق الكلام إلى أن قال: قد جاهد ابن عتبة بن ربيعة مع النبي صلى الله عليه وسلم وأبوه يجاهد النبي صلى الله عليه وسلم " ولست أشك في كراهية أبيه لجهاده مع النبي صلى الله عليه وسلم.

17661 - وجاهد عبد الله بن عبد الله بن أبي مع النبي صلى الله عليه وسلم وأبوه متخلف عن النبي صلى الله عليه وسلم بأحد، ويخذل عنه من أطاعه مع غيرهم مما لا شك - إن شاء الله - في كراهيتهم لجهادهم أبناءهم مع النبي صلى الله عليه وسلم.

التالي السابق


الخدمات العلمية