الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
20 - العبد يخرج من دار الحرب مسلما

18702 - أخبرنا أبو سعيد، حدثنا أبو العباس، أخبرنا الربيع، أخبرنا الشافعي، رحمه الله قال: " أمن رسول الله صلى الله عليه وسلم في حصار ثقيف من نزل إليه من عبد فأسلم، وشرط لهم أنهم أحرار، فنزل إليه خمسة عشر عبدا من عبيد ثقيف فأعتقهم، ثم جاء سادتهم بعدهم مسلمين، فسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يردهم إليهم، فقال: "هم أحرار لا سبيل عليهم"، ولم يردهم.

18703 - أخبرنا أبو إسحاق الفقيه، أخبرنا أبو النضر، أخبرنا أبو جعفر، حدثنا المزني، حدثنا الشافعي، حدثنا يوسف بن خالد السمتي، عن إبراهيم بن عثمان، عن الحكم بن عتيبة، عن مقسم، عن ابن عباس ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان نازل أهل الطائف فنادى مناديه أن: "من خرج إلينا من عبد فهو حر"، فخرج إليه نافع، ونفيع فأعتقهما.

18704 - قال الشافعي: كان يوسف بن خالد السمتي رجلا من الخيار، وفي حديثه ضعف.

18705 - قال أحمد: هكذا يقوله سائر أهل العلم بالحديث، وإبراهيم بن عثمان هذا أبو شيبة الكوفي، وهو أيضا ضعيف [ ص: 422 ] وقد رواه الحجاج بن أرطأة ، عن الحكم.

18706 - أخبرناه أبو عبد الله، وأبو سعيد قالا: حدثنا أبو العباس، أخبرنا الربيع، أخبرنا الشافعي قال: قال أبو يوسف، حدثنا الحجاج، عن الحكم، عن مقسم، عن ابن عباس ، "أن عبدين خرجا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من الطائف فأعتقهما".

18707 - قال أبو يوسف: حدثنا بعض أشياخنا أن أهل الطائف خاصموا في عبيد خرجوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعتقهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أولئك عتقاء الله".

18708 - قال أحمد: ورواه حفص بن غياث، عن الحجاج، وقال: أحدهما أبو بكرة.

18709 - ورواه حماد بن سلمة، عن الحجاج، أن أربعة أعبد.

18710 - ورواه أبو معاوية، عن الحجاج، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعتق من خرج إليه يوم الطائف من عبيد المشركين.

18711 - والاعتماد على نقل أهل المغازي في ذلك، والذي ذكره الشافعي مشهور بينهم.

[ ص: 423 ] 18712 - وروى محمد بن إسحاق، عن أبان بن صالح، عن منصور، عن ربعي بن حراش، عن علي قال: خرج عبدان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية قبل الصلح فكتب إليه مواليهم: والله ما خرجوا إليك رغبة في دينك، وإنما خرجوا هربا من الرق، فأبى أن يردهم، وقال: "هم عتقاء الله عز وجل" أخبرناه أبو علي الروذباري، أخبرنا أبو بكر بن داسة، حدثنا أبو داود ، حدثنا عبد العزيز بن يحيى الحراني، حدثنا محمد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق فذكره.

18713 - قد روينا في الحديث الثابت عن عطاء، عن ابن عباس ، من قوله: "وإن هاجر عبد أو أمة للمشركين أهل العهد لم يردوا وردت أثمانهم، وإن هاجر عبد منهم - يعني من أهل الحرب - أو أمة فهما حران ولهما ما للمهاجرين".

18714 - قال الشافعي في الإسناد الذي مضى عن أبي سعيد : "ولا يعتق بالإسلام إلا في موضع، وهو أن يخرج من بلاد الحرب مسلما، كما أعتق النبي صلى الله عليه وسلم من خرج من حصن ثقيف مسلما".

18715 - قال الشافعي: قد جاء النبي صلى الله عليه وسلم عبد مسلم ، ثم جاءه سيده يطلبه، فاشتراه النبي صلى الله عليه وسلم بعبدين، ولو كان ذلك يعتقه لم يشتر منه حرا، ولكنه أسلم غير خارج من بلاد منصوب عليها الحرب.

18716 - قال أحمد: هذا في حديث الزبير، عن جابر قال: جاء عبد فبايع النبي صلى الله عليه وسلم على الهجرة ولم يشعر أنه عبد، فجاء سيده يريده، فقال النبي صلى الله عليه وسلم [ ص: 424 ] : "بعنيه"، فاشتراه بعبدين أسودين، ثم لم يبايع أحدا بعد حتى يسأله "أعبد هو؟" أخبرناه أبو عبد الله الحافظ، حدثنا أبو بكر بن إسحاق، أخبرنا إسماعيل بن قتيبة، حدثنا يحيى بن يحيى قال: أخبرنا الليث بن سعد، عن أبي الزبير ، فذكره رواه مسلم في الصحيح عن يحيى بن يحيى وغيره.

18717 - قال أحمد: قد ذكرنا ما احتج به المزني من حديث ابن عباس فيمن دان دين أهل الكتاب بعد نزول الفرقان في باب نصارى بني تغلب.

[ ص: 425 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية