الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
17327 - وأخبرنا أبو بكر، وأبو زكريا، وأبو سعيد، قالوا: حدثنا أبو العباس، أخبرنا الربيع، حدثنا الشافعي، أخبرنا مالك، عن ابن شهاب، عن السائب بن يزيد، أنه أخبره أن عمر بن الخطاب خرج عليهم فقال: "إني وجدت من فلان ريح شراب فزعم أنه شراب الطلاء، وأنا سائل عما شرب فإن كان يسكر جلدته" فجلده عمر الحد تاما.

[ ص: 22 ] 17328 - وبهذا الإسناد قال: حدثنا الشافعي، أخبرنا سفيان، عن الزهري، عن السائب بن يزيد، أن عمر بن الخطاب، خرج فصلى على الجنازة فسمعه السائب، يقول: "إني وجدت من عبيد الله وأصحابه ريح شراب، وأنا سائل عما شربوا، فإن كان مسكرا حددتهم".

17329 - قال سفيان: فأخبرني معمر، عن الزهري، عن السائب بن يزيد، أنه حضره يحدهم.

17330 - وبهذا الإسناد حدثنا الشافعي، أخبرنا إبراهيم بن أبي يحيى، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، أن علي بن أبي طالب، قال: "لا أوتى بأحد شرب خمرا، ولا نبيذا مسكرا إلا جلدته الحد".

17331 - وبهذا الإسناد حدثنا الشافعي، أخبرنا سفيان، عن عمرو بن دينار، عن أبي جعفر، أن عمر بن الخطاب، قال: "إن يجلد قدامة اليوم فلن يترك أحد بعده، وكان قدامة بدريا".

[ ص: 23 ] 17332 - وبهذا الإسناد حدثنا الشافعي، أخبرنا مسلم بن خالد، عن ابن جريج قال: قلت لعطاء: أتجلد في ريح الشراب؟ فقال عطاء: "إن الريح لتكون من الشراب الذي ليس به بأس، فإذا اجتمعوا جميعا على شراب واحد فسكر أحدهم جلدوا جميعا الحد تاما".

17333 - قال الشافعي: وقول عطاء مثل قول عمر لا يخالفه، لا نعرف الإسكار في الشراب حتى يسكر منه واحد فنعلم أنه مسكر، ثم نجلد الحد على شربه، وإن لم يسكر صاحبه قياسا على الخمر.

التالي السابق


الخدمات العلمية