18258 - فذكر قصة بني كعب إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وخروج النبي صلى الله عليه وسلم [ ص: 299 ] إلى مكة، وقصة خروج ركب العباس، وأبي سفيان حين أتى به رسول الله صلى الله عليه وسلم بمر الظهران ومعه حكيم بن حزام، وبديل بن ورقاء قال: فقال أبو سفيان وحكيم: يا رسول الله، ادع الناس إلى الأمان، أرأيت إن اعتزلت قريش وكفت يدها أآمنون هم؟ " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "نعم، من كف يده وأغلق داره فهو آمن"، قالوا: فابعثنا نؤذن بذلك فيهم قال: "انطلقوا، فمن دخل دارك يا ودارك يا أبا سفيان حكيم وكف يده فهو آمن"، ودار بأعلى أبي سفيان مكة، ودار حكيم بأسفل مكة، فلما توجها ذاهبين قال العباس: يا رسول الله، إني لا آمن أن يرجع عن إسلامه فاردده حتى يفقه ويرى جنود الله معك، فأدركه أبا سفيان عباس فحبسه، فقال له أغدرا يا أبو سفيان: بني هاشم؟ فقال العباس: ستعلم أنا لسنا نغدر، ولكن لي إليك حاجة فاصبر حتى تنظر جنود الله ".
18259 - ثم ذكر القصة في مرور الجنود، وقال فيها: في كتيبة سعد بن عبادة الأنصار في مقدمة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكفوا أيديهم ولا يقاتلوا أحدا إلا من قاتلهم، وأمرهم بقتل أربعة نفر، منهم: عبد الله بن سعد بن أبي سرح، والحارث بن نقيذ، وابن خطل، ومقيس بن صبابة، وأمر بقتل قينتين لابن خطل كانتا تغنيان بهجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمرت الكتائب فنادى سعد : اليوم يوم الملحمة، اليوم تستحل الحرمة، فلما مر رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا سفيان بأبي سفيان في المهاجرين قال: يا رسول الله، أمرت قومك أن يقتلوا، فإن قال كذا وكذا - فذكره - وأنا أناشدك الله في قومك، فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى سعد بن عبادة فعزله وجعل سعد بن عبادة مكانه على الزبير بن العوام الأنصار مع المهاجرين قال: فاندفع حتى دخل من أسفل خالد بن الوليد مكة فلقيته بنو بكر فقاتلوه فهزموا وقتل منهم وفر قضيضهم حتى دخلوا الدور قال: وصاح حين دخل أبو سفيان مكة : من أغلق داره وكف يده فهو آمن "، فذكر الحديث إلى أن قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لخالد بن الوليد: "لم قاتلت وقد نهيتك عن القتال؟" [ ص: 300 ] فقال: هم بدؤونا بالقتال، ووضعوا فينا السلاح، وأشعرونا بالنبل، وقد كففت يدي ما استطعت، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قضاء الله خير" فهذا الذي عليه أهل العلم بالمغازي يؤكد ما قال وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم رحمه الله في أمر الشافعي مكة .
18260 - وقد روينا بعضه، عن عن أبيه. هشام بن عروة،
18261 - وروينا بإسناد موصول عن عن أبيه قال: لما كان يوم فتح مصعب بن سعد، مكة أمن رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس إلا أربعة نفر وامرأتين، فذكرهم، إلا أنه قال: بدل عكرمة بن أبي جهل الحارث بن نقيذ.
18262 - وقد روينا في حديث وأهل المغازي متى عقد لهم الأمان، وبأي شرط عقده، وأنهم صاروا إلى قبول الأمان بتفرقهم إلى دورهم وإلى المسجد، والله أعلم. ابن عباس
18263 - وذكر في القديم حديث الشافعي عن يزيد بن هارون، محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، ويحيى بن عبد الرحمن بن حاطب، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم فتح مكة وهو ببطن مر: "من ألقى السلاح فهو آمن، ومن دخل داره فهو آمن".
18264 - قال فدخل الشافعي: مكة رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد قال لهم ما قال، فلم ينازعه أحد إلا عكرمة بن أبي جهل، وصفوان بن أمية، وسهيل بن عمرو، فإنهم نازعوه وهربوا، فمضى عكرمة وصفوان، وجاء سهيل إلى النبي صلى الله عليه وسلم مسلما بمكة .
18265 - فإن قال قائل: فهل غنم النبي صلى الله عليه وسلم مال عكرمة وصفوان بن أمية وهما ممن حاربا ولم يقبلا الأمان؟ قيل له: لم يأتنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ظهر لهما [ ص: 301 ] على مال، فلم يقسمه، وليس لأحد أن يحكم بالتوهم، فإن قال: هل يجوز أن يهربا من مكة ولا رباع لهما؟ قيل: قد يحتمل أن يكون القوم قد خرجوا من رباعهم قبل ذلك فجعلوها لأولادهم، ولا يجوز لأحد أن يدفع آية من كتاب الله إلا بخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحتمل التأويل.
18266 - وسلك أبو جعفر بن سلامة رحمنا الله وإياه فيه طريقة أخرى، وهي أن أهل مكة كانوا أسلموا ثم كفروا، فكيف يجوز أن يؤمن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوما مرتدين؟.
18267 - واحتج بحديث في سجود المشركين بسجود النبي صلى الله عليه وسلم وإسلامهم حتى قدم رؤوس ابن لهيعة قريش، وكانوا بالطائف فقالوا: أتدعون دين آبائكم؟ فكفروا.
18268 - أخبرناه حدثنا أبو عبد الله الحافظ، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، حدثنا إبراهيم بن مرزوق، قال: حدثني عبد الله بن صالح ح. ابن لهيعة،