الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                    صفحة جزء
                                                                                                                                                                    [ 6860 ] وعن الحسن قال: لما أراد عبد الله بن سلام الإسلام دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم، وقال: أشهد أنك رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسلك بالهدى ودين الحق، وأن اليهود يجدونك عندهم في التوراة منعوتا.

                                                                                                                                                                    ثم قال له: أرسل إلى نفر من اليهود، إلى فلان وفلان - فسماهم له - وأخبئني في بيت، فسلهم عني وعن والدي فإنهم يخبرونك، وإني سأخرج عليهم فأشهد أنك رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسلك بالهدى ودين الحق؛ لعلهم يسلمون.

                                                                                                                                                                    ففعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك، فخبأه في بيته، وأرسل إلى النفر الذين أمره بهم، فدعاهم فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما عبد الله بن سلام عندكم؟ وما كان والده؟ فقالوا: سيدنا وابن سيدنا، وعالمنا وابن عالمنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أرأيتم إن أسلم، تسلمون؟ قالوا: إنه لا يسلم، قال: أرأيتم إن أسلم؟ قالوا: لا يسلم، قال: أرأيتم إن أسلم؟ قالوا: لا يسلم أبدا.

                                                                                                                                                                    فدعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج عليهم، ثم قال: أشهد أنك رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسلك بالهدى ودين الحق، وإنهم ليعلمون منك مثل ما أعلم.

                                                                                                                                                                    قال: فقالت اليهود لعبد الله: ما كنا نخشاك يا عبد الله على هذا، قال: فخرجوا من عنده، فأنزل الله - عز وجل - في ذلك: ( قل أرأيتم إن كان من عند الله وكفرتم به وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله فآمن واستكبرتم إن الله لا يهدي القوم الظالمين ) ".


                                                                                                                                                                    رواه الحارث بن محمد بن أبي أسامة مرسلا.

                                                                                                                                                                    التالي السابق


                                                                                                                                                                    الخدمات العلمية