الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                    معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                    إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة

                                                                                                                                                                    البوصيري - شهاب الدين أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري

                                                                                                                                                                    صفحة جزء
                                                                                                                                                                    [ 6460 / 1 ] وقال أبو بكر بن أبي شيبة : ثنا أسود بن عامر، ثنا حماد بن سلمة ، عن علي بن زيد، عن الحسن أن سراقة بن مالك المدلجي حدثهم: "أن قريشا جعلت في رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر أربعين أوقية. قال: فبينما أنا جالس إذ جاءني رجل فقال: إن الرجلين اللذين جعلت فيهما قريش ما جعلت قريبا منك في مكان كذا وكذا. فأتيت فرسي وهو في الرعي فنفرت به، ثم أخذت رمحي. قال: فركبته. قال: فجعلت أجر الرمح مخافة أن يشركني فيهما أهل الماء. قال: فلما رأيتهما قال أبو بكر: باغي يبغينا. قال: فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم فقال: اللهم اكفناه بما شئت. قال: فوحل بي فرسي وإني لفي جلد من الأرض، فوقعت على حجر فانقلبت، فقلت: ادعوا الذي فعل بفرسي ما أرى أن يخلصه. وعاهده أن لا يعصيه، قال: فدعا له فخلص الفرس، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أواهبه أنت لي فقلت: نعم. فقال: ها هنا عمي عنا الناس. وأخذ الساحل مما يلي البحر، قال: فكنت لهم أول الليل طالبا، وآخر الليل لهم مسلحة، وقال لي: إذا استقررنا بالمدينة، فإن رأيت أن تأتينا فأتنا. فلما قدم المدينة وظهر على أهل بدر وأحد وأسلم من حوله قال سراقة: وبلغني أنه يريد أن يبعث خالد بن الوليد إلى بني مدلج، فأتيته فقلت: أنشدك النعمة. فقال القوم: مه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مالك بن الحويرث: دعوه، ما يريد؟ فقال: بلغني أنك تريد أن تبعث خالد بن الوليد إلى قومي، فأنا أحب أن توادعهم، فإن أسلم قومهم أسلموا معهم، وإن لم يسلموا لم يحصر صدور قومهم عليهم. فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيد خالد بن الوليد فقال له: اذهب معه فاصنع ما أراك. فذهب معه إلى بني مدلج فأخذ عليهم أن لا يعينوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن أسلمت قريش أسلموا معهم. فأنزل الله: ( ودوا لو تكفرون كما كفروا ) حتى بلغ ( إلا الذين يصلون إلى قوم بينكم وبينهم ميثاق أو جاؤوكم حصرت صدورهم أن يقاتلوكم أو يقاتلوا قومهم ولو شاء الله لسلطهم عليكم ) إلى قوله: ( كل ما ردوا إلى الفتنة أركسوا فيها ) قال الحسن: فالذين حصرت صدورهم هم بنو مدلج، فمن وصل إلى بني مدلج من غيرهم كان في مثل عهدهم". [ ص: 97 ]

                                                                                                                                                                    [ 6460 / 2 ] رواه الحارث بن محمد بن أبي أسامة : ثنا بشر بن عمر الزهراني، ثنا حماد بن سلمة ... فذكره.

                                                                                                                                                                    قلت: روى البخاري بعضه.

                                                                                                                                                                    المسلحة: كالثغر والرقب، والجمع: مسالح، وهي مفعلة من السلاح.

                                                                                                                                                                    التالي السابق


                                                                                                                                                                    الخدمات العلمية