الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                    معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                    إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة

                                                                                                                                                                    البوصيري - شهاب الدين أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري

                                                                                                                                                                    صفحة جزء
                                                                                                                                                                    [ 6317 / 1 ] وقال أبو يعلى الموصلي : ثنا أبو طالب عبد الجبار بن عاصم، ثنا أبو محمد بقية بن الوليد الحمصي، عن بحير بن سعد، عن خالد بن معدان، عن ابن عمرو السلمي، أن عتبة بن عبد حدثهم "أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف كان أول شأنك يا رسول الله؟ قال: كانت حاضنتي من بني سعد بن بكر فانطلقت أنا وابن لها في بهم لنا، ولم نأخذ معنا زادا، فقلت: يا أخي، اذهب فأتنا بزاد من عند أمنا. فانطلق أخي ومكثت عند البهم، فأقبل إلي طيران أبيضان كأنهما نسران، فقال أحدهما لصاحبه: أهو هو؟ قال: نعم. فأقبلا يبتدراني، فأخذاني، فبطحاني للقفا، فشقا بطني، فاستخرجا قلبي فشقاه، فأخرجا منه علقتين سوداوين فقال أحدهما لصاحبه: ائتني بماء وثلج. فغسلا به جوفي، ثم قال: ائتني بماء برد. فغسلا به قلبي، ثم قال: ائتني بالسكينة. فذرها في قلبي، ثم قال أحدهما لصاحبه: حصه. فحاصه وختم عليه بخاتم النبوة. فقال أحدهما لصاحبه: اجعله في كفة واجعل ألفا من أمته في كفة. فإذا أنا أنظر إلى الألف فوقي أشفق أن يخر علي بعضهم، فقال: لو أن أمته وزنت به لمال بهم. ثم انطلقا وتركاني وفرقت فرقا شديدا، ثم انطلقت إلى أمي فأخبرتها بالذي لقيت، فأشفقت أن يكون قد التمس بي، فقالت: أعيذك بالله. فرحلت بعيرا لها وجعلتني على الرحل وركبت خلفي حتى بلغتني إلى أمي، فقالت: أديت أمانتي وذمتي. وحدثتها بالذي لقيت، فلم يرعها ذلك، قالت: إني رأيت خرج مني نور أضاءت منه قصور الشام".

                                                                                                                                                                    هذا حديث حسن، وبقية ثقة وإن كان مدلسا، ورواه من هذا الوجه بالعنعنة فقد صرح بالتحديث في بعض طرقه.

                                                                                                                                                                    [ 6317 / 2 ] كما رواه الإمام أحمد بن حنبل في مسنده: ثنا حيوة ويزيد بن عبد ربه قالا: ثنا بقية، حدثني بحير بن سعد... فذكره.

                                                                                                                                                                    ورواه الحاكم أبو عبد الله الحافظ في المستدرك من طريق بقية بن الوليد: حدثني بحير بن سعد، عن خالد بن معدان، عن ابن عمرو السلمي، عن عتبة بن عبد... فذكره بتمامه. وقال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم.

                                                                                                                                                                    [ ص: 15 ] قلت: وله شاهد من حديث أبي هريرة رواه أحمد بن حنبل في مسنده، وابن حبان في صحيحه.

                                                                                                                                                                    التالي السابق


                                                                                                                                                                    الخدمات العلمية