الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                    صفحة جزء
                                                                                                                                                                    [ 7190 / 1 ] وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه "أنه كان يقول في خطبته: إن أصدق الحديث كلام الله، وأوثق العرى كلمة التقوى، وخير الملل ملة إبراهيم، وأحسن القصص هذا القرآن، وأحسن السنن سنة محمد صلى الله عليه وسلم وأشرف الحديث ذكر الله، وخير الأمور عزائمها، وشر الأمور محدثاتها، وأحسن الهدي هدي الأنبياء، وأشرف الموت قتل الشهداء، وأعر الضلالة الضلالة بعد الهدى، وخير العمل أو العلم - شك بشر - ما نفع، وخير الهدي ما اتبع، وشر العمى عمى القلب، واليد العليا خير من اليد السفلى، وما قل وكفى خير مما كثر وألهى، ونفس تنجيها خير من إمارة لا تحصيها، وشر الغيلة الغيلة عند حضرة الموت، وشر الندامة ندامة يوم القيامة، ومن الناس من لا يأتي الجمعة أو الصلاة إلا دبرا، ولا يذكر الله إلا هجرا، وأعظم الخطايا اللسان الكذوب، وخير الغنى غنى النفس، وخير الزاد التقوى، ورأس الحكمة مخافة الله، وخير ما ألقي في القلب اليقين، والريب من الكفر، والنوح من عمل الجاهلية، والغلول من جمر جهنم، والكنز كي من النار، والشعر مزامير إبليس، والخمر جماع الإثم، والنساء حبائل الشيطان، والشباب شعبة من الجنون، وشر المكاسب مكاسب الربا، وشر المآكل مأكل مال اليتامى، والسعيد من وعظ بغيره، والشقي من شقي في بطن أمه، وإنما يكفي أحدكم ما قنعت به نفسه، وإنما يصير إلى موضع أربع أذرع، وخير الأمر بآخره، وأملك العمل خواتيمه، وشر الروايا روايا الكذب، وكل ما هو آت قريب، وسباب المسلم فسوق، وقتاله كفر، وأكل لحمه من معاصي الله، وحرمة ماله كحرمة دمه، ومن يتأل على الله يكذبه، ومن يغفر يغفر الله له، ومن يعف يعف الله عنه، ومن يكظم الغيظ يأجره الله، ومن يصبر على الرزايا (يعقبه) الله، ومن يعرف البلاء يصبر عليه، ومن لا يعرفه ينكره، ومن يستكبر يضعه الله، ومن [ ص: 403 ] يتبع السمعة يسمع الله به، ومن ينوي الدنيا تعجزه، ومن يطع الشيطان يعص الله، ومن يعص الله يعذبه".

                                                                                                                                                                    رواه محمد بن يحيى بن أبي عمر .

                                                                                                                                                                    [ 7190 / 2 ] وأحمد بن منيع بسند ضعيف، ولفظه: عن عبد الله بن مسعود : "أنه كان يخطب كل عشية خميس بهذه الخطبة - قال: وكنا نرى أنها خطبة النبي صلى الله عليه وسلم - : أيها الناس، إن أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، ألا أيها الناس إنكم موقوفون في صعيد واحد، ينفذكم البصر، ويسمعكم المنادي، ألا وإن الشقي من شقي في بطن أمه، ألا وإن السعيد من وعظ بغيره".

                                                                                                                                                                    التالي السابق


                                                                                                                                                                    الخدمات العلمية