الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                    معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                    إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة

                                                                                                                                                                    البوصيري - شهاب الدين أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري

                                                                                                                                                                    صفحة جزء
                                                                                                                                                                    [ 6341 / 1 ] وقال أبو بكر بن أبي شيبة : ثنا عبيد الله بن موسى، أبنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن أبي قرة الكندي، عن سلمان رضي الله عنه قال: "كنت من أبناء أساورة فارس وكنت في الكتاب، وكان معي غلامان، فكانا إذا رجعا من عند معلمهما أتيا قسا فدخلا عليه فدخلت معهما عليه، فقال لهما: ألم أنهكما أن تأتياني بأحد؟ قال: فجعلت أختلف عليه حتى كنت أحب إليه منهما، فقال لي: إذا سألك أهلك: ما حبسك؟ فقل: معلمي، وإذا سألك معلمك: ما حبسك؟ فقل: أهلي. ثم إنه أراد أن يتحول فقلت له: أنا أتحول معك. فتحولت معه، فنزلنا قرية فكانت امرأة تأتيه، فلما حضر قال لي: يا سلمان احفر عند رأسي. فحفرت عند رأسه فاستخرجت جرة من دراهم، فقال لي: صبها على صدري، فصببتها على صدره فجعل يقول: ويل لاقتنائي. ثم إنه مات فهممت بالدراهم أن آخذها ثم إني ذكرت قوله فتركتها، ثم إني آذنت القسيسين والرهبان به فحضروه، فقلت لهم: إنه قد ترك مالا. قال: فقام شباب في القرية فقالوا: هذا مال أبينا. فأخذوه. قال: فقلت للرهبان: أخبروني برجل عالم أتبعه؟ قالوا: ما نعلم في الأرض رجلا أعلم من رجل بحمص. فانطلقت إليه فلقيته فقصصت عليه القصة، فقال: أو ما جاء بك إلا طلب العلم؟ قلت: (ما كان) إلا طلب العلم. قال: فإني لا أعلم اليوم في الأرض أحدا أعلم من رجل يأتي بيت المقدس كل سنة، إن انطلقت الآن وافقت حماره. فانطلقت فإذا أنا [ ص: 35 ] بحمار على باب بيت المقدس، فجلست عنده، وانطلق فلم أره حتى الحول، فجاء فقلت: يا عبد الله، ما صنعت بي؟ قال: وإنك لها هنا؟ قلت: نعم. قال: فإني والله ما أعلم اليوم رجلا أعلم من رجل خرج بأرض (تهامة) وإن تنطلق الآن توافقه، وفيه ثلاث آيات: يأكل الهدية، ولا يأكل الصدقة، وعند غضروف كتفه اليمنى خاتم النبوة مثل بيضة الحمامة لونها لون جلده. قال: فانطلقت ترفعني أرض وتخفضني أخرى، حتى مررت بقوم من الأعراب فاستعبدوني فباعوني حتى اشترتني امرأة بالمدينة، فسمعتهم يذكرون النبي صلى الله عليه وسلم وكان العيش عزيزا فقلت لها: هبي لي يوما. فقالت: نعم. فانطلقت فاحتطبت حطبا فبعته وصنعت طعاما فأتيت به النبي صلى الله عليه وسلم وكان يسيرا فوضعته بين يديه فقال: ما هذا؟ قلت: صدقة. قال: فقال لأصحابه: كلوا. ولم يأكل. قلت: فهذه من علامته، ثم مكثت ما شاء الله أن أمكث ثم قلت لمولاتي: هبي لي يوما. قالت: نعم. فانطلقت فاحتطبت حطبا فبعته بأكثر من ذلك وصنعت طعاما فأتيت به النبي صلى الله عليه وسلم وهو جالس بين أصحابه فوضعته بين يديه فقال: ما هذا؟ فقلت: هدية. فوضع يده وقال لأصحابه: خذوا بسم الله. وقمت خلفه فوضعت رداءه فإذا خاتم النبوة فقلت: أشهد أنك رسول الله قال: وما ذاك؟ فحدثته عن الرجل ثم قلت: أيدخل الجنة يا نبي الله؟ فإنه حدثني أنك نبي؟ فقال: لن يدخل الجنة إلا نفس مسلمة. فقلت: يا رسول الله، إنه حدثني أنك نبي! فقال: لن يدخل الجنة إلا نفس مسلمة".

                                                                                                                                                                    [ 6341 / 2 ] رواه الحارث بن محمد بن أبي أسامة : ثنا يحيى بن عبد الحميد الحماني، ثنا شريك، عن عبيد المكتب، عن أبي الطفيل، عن سلمان قال: "خرجت إلى الشام في طلب العلم فدللت على راهب فسألتهم عن النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: قد بلغنا أن نبيا قد ظهر بأرض تهامة. قال: فدخلت إلى المدينة فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم بقناع من تمر فقال: هدية هذا أم صدقة؟ قلت: بل صدقة. قال: فقبض يده وأشار إلى أصحابه أن كلوا. قال: ثم أتيته بقناع من تمر. فقال: هدية هذا أم صدقة؟ قلت: بل هدية. قال: فمد يده فأكل وأشار إلى أصحابه أن كلوا. قال: فقمت على رأسه ففطن لما أريد قال: فألقى رداءه عن ظهره قال: فرأيت خاتم النبوة في ظهره قال: فأكببت عليه فشهدت. قال: وكاتبت وسألت النبي صلى الله عليه وسلم عن مكاتبتي فناولني هنيهة من ذهب فلو وزنت بأحد كانت أثقل منه".

                                                                                                                                                                    [ ص: 36 ]

                                                                                                                                                                    [ 6341 / 3 ] ورواه أحمد بن حنبل : ثنا يحيى بن إسحاق، ثنا إسرائيل، عن عبيد المكتب، عن أبي الطفيل، عن سلمان قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل الهدية ولا يقبل الصدقة".

                                                                                                                                                                    [ 6341 / 4 ] قال: وثنا أبو كامل، ثنا إسرائيل، ثنا أبو إسحاق، عن أبي قرة... فذكره.

                                                                                                                                                                    [ 6341 / 5 ] قال: وثنا يعقوب حدثنا أبي، عن ابن إسحاق، حدثني عاصم بن قتادة الأنصاري، عن محمود بن لبيد، عن عبد الله بن عباس، حدثني سلمان الفارسي... فذكره مطولا.

                                                                                                                                                                    التالي السابق


                                                                                                                                                                    الخدمات العلمية