الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                    معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                    إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة

                                                                                                                                                                    البوصيري - شهاب الدين أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري

                                                                                                                                                                    صفحة جزء
                                                                                                                                                                    [ 6624 / 1 ] وعن عاصم، عن شقيق قال: "لقي عبد الرحمن بن عوف الوليد بن عقبة فقال له الوليد: "ما لي أراك قد جفوت أمير المؤمنين عثمان رضي الله عنه؟ فقال: أبلغه أني لم أفر يوم عينين - قال عاصم: هو يوم أحد - ولم أتخلف يوم بدر، ولم أترك سنة عمر رضي الله عنه. فانطلق يخبر ذاك عثمان فقال عثمان: أما قوله: يوم عينين، فكيف يعيرني بذنب عفا الله عنه فقال عز وجل: ( إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا ولقد عفا الله عنهم ) ، وأما قوله: أني تخلفت يوم بدر. فإني كنت أمرض رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى ماتت، وقد ضرب لي بسهم، ومن ضرب له رسول الله صلى الله عليه وسلم بسهم فقد شهد، وأما قوله: أني أترك سنة عمر. فإني لا أطيقها أنا ولا هو. فأتيته فحدثته بذلك".

                                                                                                                                                                    رواه أبو يعلى.

                                                                                                                                                                    [ 6624 / 2 ] والبزار ولفظه: عن سعيد بن المسيب قال: "رفع عثمان صوته على عبد الرحمن بن عوف فقال له عبد الرحمن: لأي شيء رفعت صوتك، وقد شهدت بدرا ولم تشهد، وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم تبايع، وفررت يوم أحد ولم أفر؟ قال عثمان: أما قولك: أنك شهدت يوم بدر ولم أشهد. فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم خلفني على ابنته، وضرب لي بسهم، وأعطاني أجري، وأما قولك: بايعت النبي صلى الله عليه وسلم ولم أبايع، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثني إلى أناس من المشركين وقد علمت ذلك، فلما احتبست ضرب بيمينه على شماله فقال: هذه لعثمان بن عفان. فشمال رسول الله صلى الله عليه وسلم خير من يميني، وأما قولك: فررت يوم أحد ولم أفر، فإن الله - تعالى - قال: ( إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا ولقد عفا الله عنهم ) فلم تعيرني بذنب قد عفا الله عنه.

                                                                                                                                                                    [ ص: 183 ]

                                                                                                                                                                    التالي السابق


                                                                                                                                                                    الخدمات العلمية