الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                    صفحة جزء
                                                                                                                                                                    135 - مناقب أبي أيوب الأنصاري واسمه خالد بن زيد بن كليب بن ثعلبة الخزرجي، شهد بدرا، والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.

                                                                                                                                                                    [ 6918 ] وعن عمارة بن غزية قال: "دخل أبو أيوب على معاوية ومعه رجلين من قريش، فأمر لهما بجائزة، وفضل القرشيين على أبي أيوب، فلما خرجت جوائزهم قال أبو أيوب: ما هذا؟ قالوا: أخواك القرشيان فضلهما في جوائزهما، فقال: صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يا معشر الأنصار، إنكم ستلقون بعدي أثرة فعليكم بالصبر، فبلغت معاوية، فقال: صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا أول من صدقه.

                                                                                                                                                                    فقال أبو أيوب: أجراءة على الله وعلى رسوله؟! لا أكلمه أبدا، ولا يئويني وإياه سقف بيت، ثم رجع من فوره إلى الصائفة، فمرض، فأتاه يزيد بن معاوية يعوده وهو على الجيش، فقال له: هل من حاجة؟ أو توصيني بشيء؟ فقال: ما ازددت عنك وعن أبيك إلا غنى، إلا أنك إن شئت أن تجعل قبري مما يلي العدو من غير أن تشق على المسلمين، فلما قبض كان يزيد كأنه على وجل حتى فرغ من غسله، فناداه أهل القسطنطينية: إنا قد علمنا أنكم إنما صنعتم هذا لقس كان فيكم، أراد أن يكون تجاهنا حيا وميتا، فلو قد قفلتم نبشناه، ثم حرقناه، ثم ذريناه في الريح، فقاليزيد: والذي نفسي بيده لئن فعلتم لا أمر بكنيسة فيما بيني وبين الشام إلا حرقتها، قالوا: فإنا تاركوه، قال: ما شئتم".


                                                                                                                                                                    [ ص: 307 ] رواه الحارث بن أبي أسامة ، وأحمد بن حنبل (بسند فيه راو لم يسم).

                                                                                                                                                                    التالي السابق


                                                                                                                                                                    الخدمات العلمية