الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                    معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                    إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة

                                                                                                                                                                    البوصيري - شهاب الدين أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري

                                                                                                                                                                    صفحة جزء
                                                                                                                                                                    5 - باب فيمن يأمر بمعروف أو ينهى عن منكر ويخالف قوله فعله .

                                                                                                                                                                    [ 7082 / 1 ] عن عبد الله بن بريدة: "أن وفدا قدموا على عمر رضي الله عنه فقال: لآذنه عبد الله بن الأرقم - أو عبيد الله بن الأرقم - انظر أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فائذن لهم أول الناس، ثم القراء الذين يلونهم، قال: فدخلوا، فصفوا قدامه، فإذا رجل ضخم عليه مقطعات من برود، قال: فأومأ إليه فأتاه، فقال عمر: إيه، ثلاث مرات، فقال الرجل: إيه - ثلاث مرات - قال عمر: أف! قم قم، قال: فقام فعاد في مجلسه.

                                                                                                                                                                    ثم نظر فإذا الأشعري، خفيف الجسم، قصير، سبط، قال: فأومأ إليه، فأتاه، فقال له عمر: إيه، فقال الأشعري: إيه، فقال له عمر: إيه، قال: يا أمير المؤمنين، سلنا أو افتح، سلنا أو افتح، حدثنا فنحدثك، قال عمر: أف! قم، فإنه لن ينفعك ضياع، ولا راعي ضأن.

                                                                                                                                                                    فنظر فإذا رجل أبيض خفيف الجسم، فأومأ إليه، فأتاه، فقال له عمر: إيه، فوثب، فحمد الله وأثنى عليه، ووعظ بالله، وقال: إنك قد وليت هذه الأمة، فاتق الله فيما وليت من أمر هذه الأمة، وأهل رعيتك، وفي نفسك خاصة؛ فإنك محاسب ومسؤول عما استرعيت عليه، وإنما أنت أمين، وإنما عليك أن تؤدي ما عليك من الأمانة، فتعطى أجرك على قدر عملك.

                                                                                                                                                                    قال: ما صدقني رجل منذ استخلفت غيرك، من أنت؟ قال: أنا الربيع بن زياد، فقال: أخو المهاجر بن زياد؟ قال: نعم، قال: فجهز عمر جيشا واستعمل عليهم الأشعري، قال: ثم قال: انظر ربيعا، إن كان صادقا فإنما يقول: كان غيره عونا على هذا الأمر فاستعمله، ثم لا يأتي عشر إلا تعاهدت فيهن عمله، وكتبت إلي بسيرته في عمله حتى كأن أنا الذي استعملته، ثم قال عمر: عهد إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أخوف ما أخشى عليكم منافق عليم اللسان".


                                                                                                                                                                    رواه إسحاق بن راهويه ، والحارث بن أبي أسامة ، ومسدد واللفظ له بسند صحيح.

                                                                                                                                                                    [ 7082 / 2 ] ثم رواه موقوفا من طريق أبي عثمان النهدي، سمعت عمر بن الخطاب يقول وهو على المنبر - منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم - أكثر من أصابعي هذه: "إن أخوف ما أخاف على [ ص: 367 ] هذه الأمة المنافق العليم. قال: وكيف يكون منافق عليم يا أمير المؤمنين؟ قال: عالم اللسان، جاهل القلب والعمل".

                                                                                                                                                                    [ 7082 / 3 ] ورواه عبد بن حميد ولفظه: عن عمر بن الخطاب، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إنما أخاف عليكم كل منافق عليم، يتكلم بالحكمة ويعمل بالجور".

                                                                                                                                                                    ورواه أبو يعلى، وأحمد بن حنبل مختصرا.

                                                                                                                                                                    التالي السابق


                                                                                                                                                                    الخدمات العلمية