الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                    صفحة جزء
                                                                                                                                                                    65 - ذكر نبي الله أيوب - عليه السلام -

                                                                                                                                                                    [ 6527 / 1 ] قال أبو يعلى الموصلي : ثنا حميد بن الربيع الخزاز، ثنا سعيد بن أبي مريم المصري، ثنا نافع بن يزيد، عن عقيل بن خالد، عن ابن شهاب، عن أنس بن مالك أن [ ص: 142 ] رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن أيوب نبي الله كان في بلائه ثماني عشرة سنة، فرفضه القريب والبعيد، إلا رجلان من إخوانه كانا من أخص إخوانه كانا يغدوان إليه، ويروحان إليه، فقال أحدهما لصاحبه: أتعلم، والله لقد أذنب أيوب ذنبا ما أذنبه أحد. قال له صاحبه: وما ذاك؟ قال: منذ ثماني عشرة سنة لم يرحمه الله فيكشف عنه ما به. فلما راحا إليه لم يصبر الرجل حتى ذكر ذلك له فقال أيوب: لا أدري ما يقول، غير أن الله يعلم أني كنت أمر بالرجلين يتنازعان فيذكران الله فأرجع إلى بيتي فأكفر عنهما كراهية أن يذكر الله إلا في حق. قال: وكان يخرج إلى حاجته فإذا قضى حاجته أمسكت امرأته بيده حتى يبلغ، فلما كان ذات يوم أبطأ عليها، وأوحي إلى أيوب في مكانه أن ( اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب ) فاستبطأته (فتلقته) ينظر، فأقبل عليها وقد أذهب الله ما به من البلاء وهو على أحسن ما كان، فلما رأته قالت: أي بارك الله فيك، هل رأيت نبي الله هذا المبتلى، فوالله على ذلك ما رأيت أحدا أشبه به إذ كان صحيحا منك. قال: فإني أنا هو. وكان له أندران: أندر للقمح وأندر للشعير، فبعث الله سحابتين، فلما كانت إحداهما على أندر القمح أفرغت فيه الذهب حتى فاض، وأفرغت الأخرى على أندر الشعير الورق حتى فاض".

                                                                                                                                                                    [ 6527 / 2 ] رواه البزار: ثنا محمد بن مسكين وعمر بن الخطاب ومحمد بن سهل بن عسكر قالوا: ثنا سعيد بن أبي مريم... فذكره إلا أنه قال: "إلا رجلين من إخوانه كانا من أخص إخوانه..." فذكره.

                                                                                                                                                                    وقال: لا نعلم رواه عن الزهري، عن أنس إلا عقيل، ولا عنه إلا نافع.

                                                                                                                                                                    قلت: إسناد صحيح. [ ص: 143 ]

                                                                                                                                                                    [ 6527 / 3 ] ورواه ابن حبان في صحيحه: ثنا محمد بن الحسن بن قتيبة، ثنا حرملة بن يحيى، ثنا ابن وهب، أبنا نافع بن يزيد... فذكره.

                                                                                                                                                                    [ 6527 / 4 ] ورواه الحاكم في المستدرك: ثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله، ثنا أحمد بن مهران، ثنا سعيد بن الحكم بن أبي مريم، ثنا نافع بن يزيد، أخبرني عقيل بن خالد... فذكره.

                                                                                                                                                                    وقال: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه.

                                                                                                                                                                    التالي السابق


                                                                                                                                                                    الخدمات العلمية