الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                    معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                    إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة

                                                                                                                                                                    البوصيري - شهاب الدين أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري

                                                                                                                                                                    صفحة جزء
                                                                                                                                                                    [ 6318 / 1 ] قال أبو يعلى الموصلي : وثنا محمد بن عباد المكي، ثنا أبو ضمرة، عن يونس، عن الزهري، عن أنس قال: كان أبي رضي الله عنه يحدث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "فرج سقف بيتي وأنا بمكة فنزل جبريل - عليه السلام - ففرج صدري، ثم غسله بماء زمزم، ثم جاء بطست من ذهب مملوء حكمة وإيمانا فأفرغها في صدري، ثم أطبقه".

                                                                                                                                                                    [ 6318 / 2 ] رواه عبد الله بن أحمد بن حنبل في زوائده على المسند: ثنا محمد بن عبد الرحيم أبو يحيى البزار، ثنا يونس بن محمد، ثنا معاذ بن محمد بن معاذ بن محمد بن أبي بن كعب، حدثني أبي محمد بن معاذ، عن معاذ، عن محمد، عن أبي بن كعب "أن أبا هريرة كان جريئا على أن يسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أشياء لا يسأله عنها غيره فقال: يا رسول الله، ما أول ما رأيت من أمر النبوة؟ فاستوى رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا وقال: لقد سألت أبا هريرة، إني لفي صحراء ابن عشر سنين وأشهر، وإذا بكلام فوق رأسي، وإذا رجل يقول لرجل: أهو هو؟ قال: نعم. فاستقبلاني بوجوه لم أرها على أحد قط وأرواح، لم أجدها لأحد قط، وثياب لم أرها على أحد قط فأقبلا إلي يمشيان، حتى أخذ كل واحد منهما بعضدي، لا أجد لأحدهما مسا. فقال أحدهما لصاحبه: أضجعه. فأضجعاني بلا قصر ولا هصر. فقال أحدهما لصاحبه: افلق صدره. فهوى أحدهما إلى صدري ففلقها - فيما أرى - بلا دم ولا وجع، فقال له: أخرج الغل والحسد. فأخرج شيئا كهيئة العلقة، ثم نبذها فطرحها، فقال له: أدخل الرأفة والرحمة. فإذا مثل الذي أخرج شبيه الفضة، ثم هز إبهام رجلي اليمنى فقال: اغد به واسلم، فرجعت أغدو [ ص: 16 ] بها رقة على الصغير ورحمة للكبير". هذا حديث حسن، ومعاذ بن محمد وأبوه محمد وجده معاذ ذكرهم ابن حبان في الثقات.

                                                                                                                                                                    وروى ابن حبان في صحيحه أول الحديث في شهادة أبي بن كعب لأبي هريرة بأنه كان جريئا على أن يسأله عن أشياء، وجعل الراوي له عن أبي بن كعب ابنه معاذا، والذي في المسند أن الراوي له عن أبي بن كعب محمد بن أبي كما تقدم، والله أعلم.

                                                                                                                                                                    التالي السابق


                                                                                                                                                                    الخدمات العلمية