[ 6905 ] وعن رضي الله عنه قال: عمرو بن العاص محمد صلى الله عليه وسلم يعلو الأمور علوا منكرا، وإني قد رأيت رأيا فما ترون فيه؟ قالوا: وما الذي رأيت؟ قلت: رأيت أن نلحق بالنجاشي فنكون معه، فإن ظهر محمد على قومنا كنا عند النجاشي، فإما أن نكون تحت يده أحب إلينا من أن نكون تحت يدي محمد، وإن ظهر قومنا فنحن من قد عرفوا فلم يأتنا منهم إلا خير.
قالوا: إن هذا الرأي! قلت: فاجمعوا له ما يهدى له - وكان أحب ما يهدى إليه من أرضنا الأدم - فجمعنا له أدما كثيرا، ثم خرجنا نمشي حتى قدمنا عليه، فوالله إنا لعنده إذ جاء وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه إليه في شأن عمرو بن أمية الضمري جعفر وأصحابه، قال: فدخل عليه ثم خرج من عنده.
قال: فقلت لأصحابي: هذا فلو قد دخلت على عمرو بن أمية، النجاشي فسألته إياه فأعطانيه فضربت عنقه، فإذا فعلت ذلك رأت قريش أني قد أجزأت عنها حين قتلت رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فدخلت عليه فسجدت له كما كنت أصنع، فقال: مرحبا بصديقي أهديت إلي من بلادك شيئا؟ قلت: نعم، أهديت لك أدما كثيرا، ثم قربته إليه فأعجبه واشتهاه، ثم قلت: أيها الملك، قد رأيت رجلا خرج من عندك وهو رسول عدونا، فأعطنيه؛ لأقتله؛ فإنه أصاب من أشرافنا وعزتنا.
قال: فغضب، ثم مد يده فضرب بها أنفه ضربة ظننت أنه قد كسرها، فلو انشقت لي الأرض لدخلت فيها؛ خوفا منه، ثم قلت له: أيها الملك، والله لو ظننت أنك تكره هذا ما سألتكه.
قال: سألتني أن أعطيك رسول رجل يأتيه الناموس الأكبر الذي كان يأتي موسى فتقتله! قال: قلت: أيها الملك، أكذاك هو؟ قال: ويحك يا عمرو! أطعني واتبعه؛ فإنه والله على الحق، وليظهرن على من خالفه كما ظهر موسى على [ ص: 300 ] فرعون وجنوده.
قال: قلت: أتبايعني له على الإسلام؟ قال: نعم، فبسط يده فبايعته على الإسلام، ثم خرجت على أصحابي وقد حال رأيي عن ما كان عليه، فكتمت أصحابي إسلامي، ثم خرجت عائدا لرسول الله صلى الله عليه وسلم بإسلامي، فلقيت - وذلك قبل الفتح - وهو مقبل من خالد بن الوليد مكة فقلت: أين يا أبا سليمان؟ قال: والله استقام الميسم، وإن الرجل لنبي، اذهب والله أسلم، حتى متى؟! قال: قلت: فأنا والله ما جئت إلا للإسلام.
فقدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فتقدم فأسلم وتابع وبايع، ثم دنوت فقلت: يا رسول الله، إني أبايعك على أن يغفر لي ما تقدم من ذنبي، ولا أذكر ما تأخر، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا خالد بن الوليد عمرو، بايع فإن الإسلام يجب ما كان قبله، وإن الهجرة تجب ما كان قبلها، قال: فبايعته، ثم انصرفت.
قال فحدثني من لا أتهم أن ابن إسحاق: عثمان بن طلحة بن أبي طلحة كان أسلم حين أسلما". "لما انصرفنا من الأحزاب عن الخندق، جمعت رجالا من قريش كانوا يرون رأيي ويسمعون مني، فقلت لهم: والله إني لأرى رأي
رواه واللفظ له، الحارث بن أبي أسامة . وأحمد بن حنبل
هكذا وقع في المسندين أن عمرو بن العاص كان على يدي إسلام النجاشي، ووقع في مسند من حديث أبي يعلى الموصلي إسلامه كان على يدي عمرو بن العاص وتقدم بتمامه في كتاب الهجرة. جعفر بن أبي طالب،