[ 6924 / 1 ] وعن قال: قال عراك بن مالك رضي الله عنه أبو ذر " إني لأقربكم مجلسا من رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم القيامة؛ وذلك أني سمعته يقول: إن أقربكم مني مجلسا يوم القيامة من خرج من الدنيا كهيئة ما تركته عليها، وإنه والله ما منكم من أحد إلا وقد تشبث منها بشيء غيري".
رواه ، أحمد بن منيع بلفظ واحد، ورواتهما ثقات. وأحمد بن حنبل
[ 6924 / 2 ] ورواه بسند ضعيف، ولفظه: عن أبو يعلى الموصلي قال: عبد الله بن عباس "استأذن على أبو ذر عثمان وأنا عنده، قال: فتغافلوا عنه ساعة، فقلت: يا أمير المؤمنين، هذا على الباب يستأذن، قال: ائذن له إن شئت، إنه يؤذينا ويبرح بنا، قال: فأذنت، فجلس على سرير من مول من هذه النمرية، فرجف به السرير، وكان عظيما طويلا، فقال أبو ذر عثمان: أما إنك الزاعم أنك خير من أبي بكر وعمر، قال: ما قلت، قال عثمان: إني أنزع عليك بالبينة، قال: والله ما أدري ما بينتك وما تأتي به، وقد علمت ما قلت.
قال: فكيف قلت إذا؟ قال: قلت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن أحبكم إلي وأقربكم مني الذي يلحقني على العهد الذي عاهدته عليه، وكلكم قد أصاب من الدنيا، وأنا على ما عاهدني عليه، وعلى الله تمام النعمة.
وسأله عن أشياء فأخبره بالذي يعلمه، وبالذي بلغه، فأمره أن يرتحل إلى الشام، فلحق بمعاوية، فكان يحدث بالشام، فاستهوى قلوب الرجال، كأن معاوية ينكر بعض شأن رعيته، وكان يقول: لا يبيتن عند أحدكم دينار [ ص: 311 ] ولا درهم ولا شيء من فضة، إلا شيء ينفقه في سبيل الله أو يعده لغريم.
وأن معاوية بعث إليه بألف دينار في جنح الليل، فأنفقها، فلما صلى معاوية الصبح دعا رسوله الذي أرسله إليه فقال: اذهب إلى فقل: أنقذ جسدي من عذاب أبي ذر معاوية أنقذك الله من عذاب النار؛ فإني أخطأت لك، قال: بني، قل له: يقول لك والله ما أصبح عندنا منه دينار، ولكن أنظرنا ثلاثا حتى نجمع لك دنانيرك، فلما رأى أبو ذر: معاوية أن قوله يصدق فعله، كتب إلى عثمان:
أما بعد: إن كان لك بالشام حاجة أو بأهله فابعث إلى فإنه قد أوعل صدقة الناس، فكتب إليه أبي ذر؛ عثمان: أقدم علي، فقدم عليه بالمدينة".