5 - باب . فيمن يأمر بمعروف أو ينهى عن منكر ويخالف قوله فعله
[ 7082 / 1 ] عن عبد الله بن بريدة: "أن وفدا قدموا على رضي الله عنه فقال: لآذنه عمر عبد الله بن الأرقم - أو عبيد الله بن الأرقم - انظر أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فائذن لهم أول الناس، ثم القراء الذين يلونهم، قال: فدخلوا، فصفوا قدامه، فإذا رجل ضخم عليه مقطعات من برود، قال: فأومأ إليه فأتاه، فقال إيه، ثلاث مرات، فقال الرجل: إيه - ثلاث مرات - قال عمر: أف! قم قم، قال: فقام فعاد في مجلسه. عمر:
ثم نظر فإذا الأشعري، خفيف الجسم، قصير، سبط، قال: فأومأ إليه، فأتاه، فقال له إيه، فقال عمر: الأشعري: إيه، فقال له إيه، قال: يا أمير المؤمنين، سلنا أو افتح، سلنا أو افتح، حدثنا فنحدثك، قال عمر: أف! قم، فإنه لن ينفعك ضياع، ولا راعي ضأن. عمر:
فنظر فإذا رجل أبيض خفيف الجسم، فأومأ إليه، فأتاه، فقال له إيه، فوثب، فحمد الله وأثنى عليه، ووعظ بالله، وقال: إنك قد وليت هذه الأمة، فاتق الله فيما وليت من أمر هذه الأمة، وأهل رعيتك، وفي نفسك خاصة؛ فإنك محاسب ومسؤول عما استرعيت عليه، وإنما أنت أمين، وإنما عليك أن تؤدي ما عليك من الأمانة، فتعطى أجرك على قدر عملك. عمر:
قال: ما صدقني رجل منذ استخلفت غيرك، من أنت؟ قال: أنا الربيع بن زياد، فقال: أخو المهاجر بن زياد؟ قال: نعم، قال: فجهز جيشا واستعمل عليهم عمر الأشعري، قال: ثم قال: انظر ربيعا، إن كان صادقا فإنما يقول: كان غيره عونا على هذا الأمر فاستعمله، ثم لا يأتي عشر إلا تعاهدت فيهن عمله، وكتبت إلي بسيرته في عمله حتى كأن أنا الذي استعملته، ثم قال عهد إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أخوف ما أخشى عليكم منافق عليم اللسان". عمر:
رواه ، إسحاق بن راهويه ، والحارث بن أبي أسامة واللفظ له بسند صحيح. ومسدد
[ 7082 / 2 ] ثم رواه موقوفا من طريق سمعت أبي عثمان النهدي، يقول وهو على المنبر - منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم - أكثر من أصابعي هذه: عمر بن الخطاب قال: وكيف يكون منافق عليم يا أمير المؤمنين؟ قال: عالم اللسان، جاهل القلب والعمل". "إن أخوف ما أخاف على [ ص: 367 ] هذه الأمة المنافق العليم.
[ 7082 / 3 ] ورواه ولفظه: عن عبد بن حميد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: عمر بن الخطاب، "إنما أخاف عليكم كل منافق عليم، يتكلم بالحكمة ويعمل بالجور".
ورواه أبو يعلى، مختصرا. وأحمد بن حنبل