10 - باب التقلل من الدنيا
[ 7269 ] عن عبد الرحمن بن سابط الجمحي قال: "دعا رضي الله عنه رجلا من عمر بن الخطاب بني جمح يقال له: سعيد بن عامر بن حذيم، فقال له: إني مستعملك على أرض كذا وكذا، فقال: أو تقيلني يا أمير المؤمنين؟ قال: فوالله لا أدعك، قلدتموها في عنقي وتتركوني، فقال ألا نفرض لك رزقا؟ فقال: قد جعلت لي في عطائي ما يكفيني دونه فضلا على ما أريد، قال: وكان إذا خرج عطاؤه ابتاع لأهله قوتهم، وتصدق ببقيته، فتقول له امرأته: أين عطاؤك؟ فيقول: قد أقرضته، فأتاه ناس فقالوا: إن لأهلك عليك حقا، وإن لأصهارك عليك حقا، فقال: ما أنا بمستأثر عليهم، ولا بملتمس رضا أحد من الناس بطلب الحور العين، لو اطلعت خيرة من خيرات الجنة لأشرقت لها الأرض كما تشرق الشمس، وما أنا بمتخلف عن العنق الأول بعد إذ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "يجمع الناس للحساب فيجيء فقراء المؤمنين فيزفون كما يزف الحمام، فيقال لهم: قفوا عند الحساب، فيقولون: ما عندنا حساب ولا آتيتمونا، فيقول لهم ربهم - عز وجل - : صدق عبادي، فيفتح لهم باب الجنة فيدخلونها قبل الناس بسبعين عاما". عمر:
[ ص: 436 ] رواه ، إسحاق بن راهويه والطبراني، وأبو الشيخ في الثواب، ورواتهم ثقات إلا يزيد بن أبي زياد.