[ 6325 ] وقال : ثنا أبو يعلى الموصلي ثنا يعقوب بن إبراهيم النكري، ثنا عثمان بن عمر، حرب بن سريج، حدثني رجل من بلعدوية، حدثني جدي قال: المدينة فنزلت عند الوادي فإذا رجلان بينهما عنز واحدة، وإذا المشتري يقول للبائع: أحسن مبايعتي. قال: فقلت في نفسي: هذا الهاشمي الذي أضل الناس أهو هو؟ قال: فنظرت فإذا رجل وإذا هو بين طمرين، قال: فدنا منا، فقال: السلام عليكم. فرددنا عليه، فلم ألبث أن دعا المشتري فقال: يا رسول الله، قل له يحسن مبايعتي. فمد يده وقال: أموالكم تملكون، إني لأرجو أن ألقى الله - عز وجل - يوم القيامة لا يطلبني أحد منكم بشيء ظلمته في مال ولا دم ولا عرض إلا بحقه، رحم الله امرأ سهل البيع، سهل الشراء، سهل الأخذ، سهل العطاء، سهل القضاء، سهل التقاضي. ثم مضى فقلت: والله لأقصن هذا؛ فإنه حسن القول. فتبعته فقلت: يا حسن الجسم، عظيم الجبهة، دقيق الأنف، دقيق الحاجبين، وإذا من ثغرة نحره إلى سرته مثل الخيط الأسود شعر أسود، محمد، فالتفت إلي بجميعه فقال: ما تشاء؟ فقلت: أنت الذي أضللت الناس وأهلكتهم، وصددتهم عما كان يعبد آباؤهم؟ قال: ذاك الله. قلت: ما تدعو إليه؟ قال: أدعو عباد الله إلى الله. قال: قلت: ما تقول؟ قال: أشهد أن لا إله إلا الله وأني محمد رسول الله، وتؤمن بما أنزل علي، وتكفر باللات والعزى، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة. قال: قلت: وما الزكاة؟ قال: يرد غنينا على فقيرنا. قال: قلت: نعم الشيء تدعو إليه. قال: فلقد كان وما في الأرض أحد يتنفس أبغض إلي منه، فما برح حتى كان أحب إلي من ولدي ووالدي ومن الناس أجمعين. قال: قلت: قد عرفت. قال: قد عرفت؟ قلت: نعم. قال: تشهد أن لا إله إلا الله وأني محمد رسول الله، وتؤمن بما أنزل علي؟ قلت: نعم يا رسول الله، إني أرد ماء عليه كثير من الناس فأدعهم إلى ما دعوتني إليه؛ فإني أرجو أن يتبعوك. قال: نعم فادعهم. فأسلم أهل ذلك الماء رجالهم ونساؤهم، فمسح رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه". "انطلقت إلى
[ ص: 25 ] قلت: روى البخاري والترمذي قصة البيع من حديث وابن ماجه ، والنسائي جابر بن عبد الله من حديث وابن ماجه عثمان بن عفان.