3329 ص: وكان من حجة الأولين عليهم : أن الذي روي في هذه الأخبار إنما هو إخبار عن فعله - عليه السلام - وما قبل ذلك مما فيه النهي إخبار عن قوله : فكان ينبغي أن يصحح الحديثان جميعا فيجعل ما فعله رسول الله - عليه السلام - مباحا له ، وما نهى عنه كان محظورا على غيره ، فيكون حكم غيره في ذلك خلاف حكمه حتى يصح الحديثان ولا يتضادان .
فكان من الحجة عليهم في ذلك : أن في حديث أسامة عن رسول الله - عليه السلام - أنه قال في شعبان : فدل ذلك أن صومه إياه أفضل من الإفطار . "هو شهر يغفل الناس عن صومه "
[ ص: 459 ]