الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                3095 ص: حدثنا ابن أبي داود ، قال : ثنا أبو عون الزيادي ، قال : ثنا إبراهيم بن طهمان قال : ثنا أبو الزبير ، عن جابر - رضي الله عنه - قال : " أفاء الله خيبر على رسوله فأقرهم رسول الله - عليه السلام - كما كانوا ، وجعلها بينه وبينهم ، فبعث عبد الله بن رواحة فخرصها عليهم ثم قال : يا معشر اليهود أنتم أبغض الخلق إلي ; قتلتم أنبياء الله وكذبتم على الله ، وليس يحملني بغضي إياكم أن أحيف عليكم ، وقد خرصت بعشرين ألف وسق من تمر ، فإن شئتم فلكم وإن شئتم فلي " .

                                                التالي السابق


                                                ش: أبو عون الزيادي اسمه محمد بن عون بن أبي عون مولى آل زياد بن أبي سفيان ، وثقه أبو زرعة وابن حبان .

                                                [ ص: 168 ] وإبراهيم بن طهمان الخراساني أحد أصحاب أبي حنيفة ، روى له الجماعة .

                                                وأبو الزبير محمد بن مسلم بن تدرس المكي ، روى له الجماعة البخاري مقرونا بغيره .

                                                وأخرجه الدارقطني في "سننه " وقال : قرئ على ابن منيع وأنا أسمع : ثنا أبو خيثمة ، ثنا محمد بن سابق ، ثنا إبراهيم بن طهمان ، عن أبي الزبير . . . إلى آخره نحوه سواء .

                                                غير أن في لفظه : "وإن أبيتم فلي ، قالوا : بهذا قامت السموات والأرض ، قد أخذناها . قال : فاخرجوا عنا " .

                                                وأخرجه أبو داود مختصرا : ثنا ابن أبي خلف ، قال : نا محمد بن سابق ، عن إبراهيم بن طهمان ، عن أبي الزبير ، عن جابر أنه قال : "ثم أفاء الله على رسوله خيبر ، فأقرهم رسول الله - عليه السلام - كما كانوا وجعلها بينه وبينهم ، فبعث عبد الله بن رواحة فخرصها عليهم " .

                                                ثنا أحمد بن حنبل ، قال : ثنا عبد الرزاق ومحمد بن بكر ، قالا : ثنا ابن جريج ، قال : أخبرني أبو الزبير ، أنه سمع جابر بن عبد الله - رضي الله عنه - يقول : "خرصها ابن رواحة أربعين ألف وسق ، وزعم أن اليهود لما خيرهم ابن رواحة أخذوا الثمر وعليهم عشرون ألف وسق " .

                                                قوله : "أفاء الله خيبر على رسوله " يعني : جعلها غنيمة له ، والفيء الغنيمة ، تقول منه : أفاء الله -على المسلمين مال الكفار- يفيء إفاءة .

                                                و"خيبر " اسم لقلعة بينها وبين المدينة ست مراحل .

                                                قوله : "يا معشر اليهود " أي : جماعة اليهود .

                                                [ ص: 169 ] قوله : "قتلتم أنبياء الله " فيه مجاز ; لأنهم لم يقتلوا الأنبياء وإنما أجدادهم هم الذين قتلوهم .

                                                قوله : "أن أحيف عليكم " من الحيف وهو الجور والظلم .

                                                قوله : "وقد خرصت " أي : حزرت وقدرت ، وقد مر أن الوسق ستون صاعا .




                                                الخدمات العلمية