الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                3323 ص: حدثنا يزيد بن سنان ، قال : ثنا عبد الرحمن بن مهدي ، قال : ثنا ثابت . . . فذكر بإسناده مثله ، وزاد قال : "وما رأيت رسول الله - عليه السلام - يصوم شهرا ما يصوم من شعبان ، فقلت : يا رسول الله ، رأيتك تصوم من شعبان ما لا تصوم من غيره من المشهور ؟ قال : هو شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان ، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم " .

                                                التالي السابق


                                                ش: هذا طريق آخر ، وهو أيضا حسن .

                                                [ ص: 454 ] وأخرجه النسائي أيضا : أنا عمرو بن علي عن عبد الرحمن ، قال : نا ثابت بن قيس أبو الغصن -شيخ من أهل المدينة- قال : حدثني أبو سعيد المقبري ، قال : حدثني أسامة بن زيد قال : "قلت : يا رسول الله ، لم أرك تصوم شهرا ما تصوم من شعبان ؟ قال : ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان ، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين ، فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم " .

                                                قوله : "ترفع فيه الأعمال " أي : أعمال بني آدم من الخير والشر والطاعة والمعصية وقد قال تعالى : فيها يفرق كل أمر حكيم أي : في الليلة المباركة ، قيل : ليلة النصف من شعبان يفصل ويكتب كل أمر حكيم من أرزاق العباد وآجالهم وجميع أمرهم ، منها إلى الأخرى القابلة .

                                                وقيل : يبدأ في استنساخ ذلك من اللوح المحفوظ في ليلة البراءة ويقع الفراغ في ليلة القدر ، فتدفع نسخة الأرزاق إلى ميكائيل ونسخة الحروب إلى جبريل، وكذلك الزلازل والصواعق والخسف ، ونسخة الأعمال إلى إسماعيل صاحب سماء الدنيا وهو ملك عظيم ، ونسخة المصائب إلى ملك الموت .




                                                الخدمات العلمية