الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                3057 ص: حدثنا أحمد بن داود ، قال : ثنا أبو الوليد ، قال : ثنا حماد بن سلمة ، عن حميد ، عن الحسن ، عن عثمان بن أبي العاص : "أن وفد ثقيف قدموا على رسول الله - عليه السلام - فقال لهم : لا تحشروا ولا تعشروا " .

                                                التالي السابق


                                                ش: إسناده صحيح .

                                                وأبو الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي شيخ البخاري وحميد هو الطويل والحسن هو البصري وعثمان بن أبي العاص الثقفي أبو عبد الله الطائفي قدم على النبي - عليه السلام - في وفد ثقيف ، واستعمله النبي - عليه السلام - على الطائف ، ثم أقره أبو بكر وعمر - رضي الله عنهما - .

                                                وأخرجه أبو داود : ثنا أحمد بن علي بن سويد ، قال : ثنا أبو داود ، عن حماد بن سلمة ، عن حميد ، عن الحسن ، عن عثمان بن أبي العاص : "أن وفد ثقيف لما قدموا على رسول الله - عليه السلام - أنزلهم في المسجد ليكون أرق لقلوبهم ، فاشترطوا أن لا يحشروا ولا يعشروا ولا يجبوا ، فقال رسول الله - عليه السلام - : لكم أن لا تحشروا ولا تعشروا ولا خير في دين ليس فيه ركوع " .

                                                قوله : "لا تحشروا " أي : لا تندبون إلى المغازي ، ولا تضرب عليكم البعوث ، وقيل : أي : لا تحشرون إلى عامل الزكاة ليأخذ صدقة أموالكم ، بل يأخذها في أماكنكم ، وأصله من الحشر وهو الجمع .

                                                قوله : "ولا تعشروا " أي : لا يؤخذ عشر أموالكم .

                                                [ ص: 104 ] وقيل : أراد بها الصدقة الواجبة ، وإنما فسح لهم في تركها ; لأنها لم تكن واجبة يومئذ عليهم إنما تجب بتمام الحول . وسئل جابر - رضي الله عنه - عن اشتراط ثقيف أن لا صدقة عليهم ولا جهاد ؟ فقال : علم أنهم سيتصدقون ويجاهدون إذا أسلموا .

                                                قوله : "ولا يجبوا " على صيغة المجهول من التجبية -بالجيم- وهو أن يقوم الإنسان قيام الراكع ، وقيل : هو أن يضع يديه على ركبتيه وهو قائم ، وقيل : هو السجود ، والمراد بقولهم : لا يجبوا ، أنهم لا يصلون ، ولفظ الحديث يدل على الركوع لقوله في جوابهم : "ولا خير في دين ليس فيه ركوع " فسمى الصلاة ركوعا ; لأنه بعضها ، وإنما لم يرخص لهم في ترك الصلاة ; لأن وقتها حاضر متكرر بخلاف وقت الزكاة والجهاد .




                                                الخدمات العلمية