الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                3322 ص: حدثنا محمد بن خريمة ، قال : ثنا القعنبي ، قال : ثنا أبو الغصن ثابت بن زيد ، عن أبي سعيد المقبري ، عن أسامة بن زيد قال : " كان رسول الله - عليه السلام - يصوم يومين من كل جمعة لا يدعهما ، فقلت : يا رسول الله رأيتك لا تدع صوم يومين من كل جمعة ، قال : أي يومين ؟ قلت : يوم الإثنين ويوم الخميس ، قال : ذاك يومان تعرض فيهما الأعمال على رب العالمين فأحب أن يعرض عملي وأنا صائم .

                                                التالي السابق


                                                ش: القعنبي هو عبد الله بن مسلمة بن قعنب القعنبي شيخ البخاري وأبي داود .

                                                [ ص: 453 ] وأبو الغصن ثابت بن قيس الغفاري المدني ، وثقه أحمد ، وعن يحيى : ليس به بأس . وعنه : ليس بذاك ، وهو صالح . وقال ابن حبان : لا يحتج به . روى له أبو داود والنسائي .

                                                وأبو سعيد المقبري اسمه كيسان ، والد سعيد الليثي المدني ، روى له الجماعة .

                                                وأسامة بن زيد بن حارثة حب رسول الله - عليه السلام - ومولاه من أبويه .

                                                والحديث أخرجه النسائي : أنا عمرو بن علي ، عن عبد الرحمن ، عن ثابت بن قيس -وهو أبو الغصن شيخ من أهل المدينة- قال : حدثني أبو سعيد المقبري ، قال : حدثني أسامة بن زيد قال : "قلت : يا رسول الله إنك تصوم حتى لا تكاد تفطر وتفطر حتى لا تكاد تصوم إلا يومين إن دخلا في صيامك وإلا صمتهما ، قال : أي يومين ؟ قلت : يوم الإثنين ويوم الخميس ، قال : ذانك يومان تعرض فيهما الأعمال على رب العالمين ، فأحب أن يعرض عملي وأنا صائم " .

                                                ويستفاد منه : فضيلة صوم يوم الإثنين والخميس ، وإباحة الصوم فيما بعد النصف من شعبان من غير كراهة لأن النصف لا يخلو من الإثنين والخميس ، وعلى أن الأعمال من الخير والشر تعرض في هذين اليومين ، وفيه دلالة على استحباب تكثير الخيرات واجتناب المعاصي فيهما وإن كان الاجتناب عنها واجبا في كل الأيام وكل الساعات .




                                                الخدمات العلمية