الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            ثالثا: من أهداف الدعوة:

            إن للدعوة الإسلامية أهدافا سامية، وغايات عالية، من أهمها:

            1- تعريف العباد بخالقهم والهدف من إيجادهم:

            ذكر الله في كتابه العزيز، أن الهدف من إيجاد الخليقة هو أن يعبدوه وحده، ولا يشركوا به شيئا، قال تعالى: ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) (الذاريات: 56)، وهذا الهدف النبيل، لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال الدعوة إلى الله، ولهذا أرسلت الرسل والأنبياء، عليهم الصلاة والسلام: ( ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت فمنهم من هدى الله ومنهم من حقت عليه الضلالة فسيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين ) (النحل: 36).

            وبعد انتقال الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى، وقعت المسؤولية، على العلماء والدعاة، وهم مسؤولون أمام الله: هل أدوا الأمانة أم لم يؤدوها؟

            2- الخروج من عهدة التكليف:

            المسلم مكلف ببيان الحق والصدع به، بالحكمة والموعظة الحسنة، سواء استجـاب له النـاس أو لم يستـجيـبوا له، ولا يخرج من عهدة هذا التكليف إلا بالقيام بالدعوة إلى الله على بصيرة، يقول الله تعالى لنبيه: ( فإن أعرضوا [ ص: 125 ] فما أرسلناك عليهم حفيظا إن عليك إلا البلاغ وإنا إذا أذقنا الإنسان منا رحمة فرح بها وإن تصبهم سيئة بما قدمت أيديهم فإن الإنسان كفور ) (الشورى: 48)، ويقول: ( وقال الذين أشركوا لو شاء الله ما عبدنا من دونه من شيء نحن ولا آباؤنا ولا حرمنا من دونه من شيء كذلك فعل الذين من قبلهم فهل على الرسل إلا البلاغ المبين ) (النحل: 35)، ويقول: ( وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول واحذروا فإن توليتم فاعلموا أنما على رسولنا البلاغ المبين ) (المائدة: 92).

            فإذا قام الداعية بالدعوة إلى الله على الوجه المطلوب، فإنه بذلك يخرج من عهدة التكليف، يقول الله تعالى في أصحاب السبت ونصح من نصحهم: ( وإذ قالت أمة منهم لم تعظون قوما الله مهلكهم أو معذبهم عذابا شديدا قالوا معذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون ) (الأعراف: 164).

            3- تعارف الشعوب وتوحيد الأمم، ونشر السلام بينهم:

            إن من أعظم غايات الإسلام وأهدافه تحقيق التعارف بين: الشعوب المنتشرة على سطح المعمورة، وتقاربها، وتفاهمها، وتوحيدها تحت راية واحدة، راية توحيد الخالق؛ وقد سارعت أمم عظيمة لا تحصى، وخلائق لا تعد، من مشارق الأرض ومغاربها، على اختلاف أنواعها وتنوع أصولها، وبسبب الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، والجدال بالتي هي أحسن، سارعت إلى الدخول في الإسلام، تاركة الباطل، الذي عشعش في عقائدهم [1] . [ ص: 126 ]

            التالي السابق


            الخدمات العلمية