الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            معلومات الكتاب

            ضوابط التفاعل الحضاري (وسائله وآثاره التربوية)

            الأستاذ / عبد الولي محمد يوسف

            ثانيا: دور الأبحاث العلمية في تحقيق التفاعل الحضاري:

            الأبحـاث العـلمية وسيـلـة من وسائل التفاعل الحضاري؛ ذلك أن كثيرا من الناس يميلـون إلى المطـالعـة الهـادفة للأشياء المكتوبة والتي من بينها الأبحاث العلمية [1] .

            وبسبب هذه المطالعة والقراءة لتلك الكتب والأبحاث؛ تتغير الأفكار والمعتقدات عند بعض الناس، نحو: الخالق، والكون، والدين، والعادات، وهذا يؤكد أن الكتب والأبحاث العلمية تضطلع بدور أساس في تفاعل الحضارات، وتأثر الأمم وتأثيرها في بعضها بعضا.

            وقد استغل المبشرون المؤسسات العلمية، التي تقدم دراسات عن العالم الإسلامي؛ لصالح التنصير، فجاءت دراساتهم وأبحاثهم مشوهة للإسلام، ومشككة في عقيدة المسلمين، واستخدموا لتحقيق ذلك طباعة الكتب، والأبحاث، والمطويات، والنشرات، وتوزيعها على العالم الإسلامي.

            وللأسف، فإن كثيرا من دور النشر، التي تهتم بالأبحاث والكتابات العلمية والنشرات المطبوعة في بلاد المسلمين، تصدر كتاباتها مشوبة بتوجيه تغريبي، أو بتوجيه علمي غير غائي، كما أن "كثيرا من المسؤولين فيها والمستشارين لها من غلاة التغريبيين، وهذا ما يجعلها عبئا على الأمة - ماديا وفكريا- فهي تهدم أكثر مما تبني، ويصدر عنها شر كثير وخير قليل" [2] . [ ص: 97 ]

            ولكي يحقـق البحث العلمي التفاعل الحضاري المنشود فإن المطلوب القيام بما يلي:

            1- إنشاء عدد من دور النشر الكبرى باللغات الإسلامية والعالمية، تتولى طبع الكتب والمجلات الدورية، التي تعرض الإسلام الشامل، وتساهم بحل مشكلات الحضارة الغربية بطريقة إسلامية حضارية.

            2- تقديم أطروحات وبحوث تسهم في توحيد الأمة، فكريا وثقافيا، وتحول دون الذوبان في بوتقة الأفكار الغربية الزائفة.

            3- عدم توجيه البحوث إلى مجالات جزئية وهامشية ومجهولة وقليلة الفائدة، أو أهميتها المعاشية والعملية قليلة جدا.

            4- إعطاء اهتمام أكبر للعلوم البحتة، وتوفير أكبر عدد ممكن من الباحثين والباحثات في هذا المجال.

            5- الارتـقـاء بـدور الجـامـعـات والمعاهد ومراكز الأبحاث في عملية البحث العلمي.

            6- تخصيص نسب أعلى في موازنات الحكومات للإنفاق على البحوث والدراسات العلمية.

            7- مشاركة مؤسسات القطاع الخاص في الإنفاق على البحوث والدراسات العلمية، وتبني بعضها. [ ص: 98 ]

            التالي السابق


            الخدمات العلمية