الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            ثانيا: حكم استشراف المستقبل:

            يتردد حكم استشراف المستقبل بين الحظر والإباحة، وهذا راجع إلى الوسائل والأساليب المستخدمة في الدراسات المستقبلية؛ فقد تكون وسيلته وسيلة محرمة، كالتنجيم والكهانة، والتطير والتشاؤم، والسحر، وادعاء الغيب ورجمه، وغير ذلك، فإنه لا يجوز.

            وقد ذكر شيخ الإسلام أن باب الكذب في الحوادث الكونية كثيرة، وطرقه متنوعة "فتارة بالإحالة على الحركات والأشكال الجسمانية الإلهية من حركات الأفلاك والكواكب والشهب والرعود والبروق والرياح وغير ذلك، وتارة بما يحدثونه هم من الحركات والأشكال، كالضرب بالرمل والحصا والشعير، [ ص: 185 ] والقرعة باليد، ونحو ذلك مما هو من جنس الاستقسام بالأزلام، فإنهم يطلبون علم الحوادث بما يفعلونه من هذا الاستقسام بها؛ سواء كانت قداحا أو حصا أو غير ذلك... فكل ما يحدثه الإنسان بحركة من تغيير شيء من الأجسام ليستخرج به علم ما يستقبله فهو من هذا الجنس" [1] .

            أما إذا كانت وسيلته، وسيلة شرعية، أو غير محرمة، كالاستفادة من القرآن والسنة فيما أخبراه من وقوع أمور مستقبلية، أو الاستئناس بالفراسة والإلهام والرؤيا الصادقة في الأمور الحياتية العامة، دون أن يبنى على ذلك حكما شرعيا، أو الاستفادة من المناهج العلمية، التي تعنى بالنظر في مآلات الأفعال وعواقبها، وذلك بدراسة الأسباب والمسببات والسنن الكونية، فإن ذلك يجوز وليس بمحظور.

            التالي السابق


            الخدمات العلمية