الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            الأبحاث العلمية

            البحث لغة مصدر الفعل الماضي (بحث).. "الباء والحاء والثاء أصل واحد، يدل على إثارة الشيء... والبحث طلبك شيئا في التراب، والبحث أن تسأل عن شيء وتستخبر، تقول استبحث عن هذا الأمر... والعرب تقول: كالباحث عن مدية، يضرب لمن يكون حتفه بيده، وأصله في الثور تدفن له المدية في التراب فيستثيرها وهو لا يعلم فتذبحه، قال: "ولا تك كالثور الذي دفنت له حديدة حتف ثم ظل يثيرها" [1] . فالبحث "تتبع، فتش، سأل، تحرى، تقصى، حاول، طلب" [2] ، و"بذل الجهد في موضوع ما، وجمع المسائل التي تتصل به، والجمع بحوث وأبحاث" [3] ، وبهذا يكون معنى البحث هو: طلب وتقصي حقيقة الشيء، وسورة براءة يقال لها "البحوث"، سميت بذلك؛ لأنها بحثت عن المنافقين وأسرارهم، أي استثارتها، وفتشت عنها [4] .

            و (العلمي) كلمة منسوبة إلى العلم. [ ص: 94 ]

            وقد عرف "البحث العلمي"، كلفظة مركبة، بتعاريف متعددة منها: "محاولة لاكتشاف جزء من المعرفة، لإذاعته بين الناس، والاستفادة منه" [5] ؛ وأنه: "عمليـة استـقصاء موضـوعي منظم يصل به الباحث إلى حلول ناجعة، أو لفهم أعمق للمشكلة" [6] .

            والخلاصة، أن البحث العلمي هو: عملية استقصاء واكتشاف معلومات يقوم بها باحث ما.

            إلا أن المقصود من الأبحاث العلمية في هذه الدراسة، ليس ما سبق، وإن كان يدخل فيه دخولا أوليا، وإنما المقصود، المعلومات السطرية والمكتوبة، سواء كانت أبحاثا أو غيرها، وقد جاءت التسمية من باب التغليب.

            التالي السابق


            الخدمات العلمية