الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            2- تأويل النصوص:

            لقد أوجدت الرغبة في اللحاق بالحضارة الغربية "فقها أو فهما دفاعيا توفيقيا، يدافع عما يمكنه الدفاع عنه من أحكام الإسلام وشرائعه، ويحاول التوفيق بين ما في الإسلام وما عند الغرب فيما لم يمكنه الدفاع عنه أمام الحضارة الغربية، التي لا تعترف إلا بما تدركه الحواس، وذلك عن طريق التأويل، الذي يصل إلى حد التحريف..." [1] .

            ولكي تنجح قضية تأويل النصوص، عمد الغرب إلى إحياء عقائد الفرق (الإسلامية) المنحرفة، التي منهجها تأويل النصوص وتعطيلها.. فقد "أحيت قوى التغريب والغزو الثقافي لخدمة النفوذ الأجنبي مفاهيم الباطنية القائمة على الرفض والتعطيل، وإبطال النبوة والعبادات، وإنكار البعث، والقول بأن للقرآن والأحاديث بواطن تجري مع الظواهر مجرى اللب من القشر... ومن خلال [ ص: 197 ] الفلسفة الباطنية قامت دعوات عديدة، ولم تزل كلها تعتمد الفلسفة اليونانية، والفلسفة الغنوصية معا أساسا لها، وخاصة الأفلاطونية المحدثة، وجرت كلها على التأويل الفلسفي والاستناد على مفاهيم المجوسية القديمة... " [2] .

            وهذا يؤكد عظم المسؤولية الملقاة على عاتق مسؤولي التربية، فالهجمة شرسة، وبالتالي ينبغي أن يكون الجهد المبذول في حماية العقيدة جهدا مكثفا ومضاعفا، ويتمثل ذلك بتضمين العقيدة الإسلامية في المقررات الدراسية، والرد على الشبهات، وتبيين حقيقة المذاهب الفكرية المنحرفة، واستخدام أفضل الوسائل والأساليب لدراسة العقيدة وغير ذلك من الجهود النافعة.

            التالي السابق


            الخدمات العلمية