الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            استشراف المستقبل

            - الاستشراف لغة:

            الاستشراف من الفعل شرف؛ و"الشرفة: أعلى الشيء؛ والشرف من الأرض: ما أشرف لك؛ ويقال: أشرف لي شرف فما زلت أركض حتى علوته؛ ومشارف الأرض أعاليها؛ وأشرف لك الشيء: أمكنك؛ وشارف الشيء: دنا منه وقارب أن يظفر به؛ وتشرف الشيء واستشرفه: وضع يده على حاجبه كالذي يستظل من الشمس حتى يبصره ويستبينه؛ والاستشراف: أن تضع يدك على حاجبك وتنظر، وأصله من الشرف العلو، كأنه ينظر إليه من موضع مرتفع، فيكون أكثر لإدراكه" [1] .

            وفي المعجم الوسيط: "استشرف، انتصب وعلا، وللشيء تعرض، والشيء رفع بصره ينظر إليه" [2] .

            والخلاصة، أن الدلالة اللغوية للاستشراف هو رفع البصر إلى الشيء والنظر إليه لاستبيانه وإدراكه. [ ص: 182 ]

            والمستقبل هو "ما يترقب وجوده بعد زمانك، الذي أنت فيه، يسمى به؛ لأن الزمان يستقبله" [3] .

            واستشراف المستقبل هو "النظر إلى الزمن القادم ببصر حديد ونظر ثاقب، بغية تصور الواقع المقبل، انطلاقا من شرفة الواقع الحاضر، واستيعابا لعبر الواقع الراحل"؛ وهو "جهد علمي منظم، يسعى إلى تحديد احتمالات وخيارات مختلفة مشروطة لمستقبل قضية أو عدد من القضايا، خلال مدة مستقبلية محددة، بأساليب متنوعة، اعتمادا على دراسات عن الحاضر والماضي، وتارة بابتكار أفكار جديدة منقطعة الصلة عنها" [4] .

            وينظر إليه كذلك على أنه "اجتهاد علمي منظم، يرمي إلى صوغ مجموعة من التنبؤات المشروطة والتي تشمل المعالم الرئيسية لأوضاع مجتمع، أو مجموعة من المجتمعات، وعبر فترة مقبلة تمتد قليلا لأبعد من عشرين عاما، وتنطلق من بعض الافتراضات حول الماضي والحاضر" [5] .

            ويمكن القول: إن استشراف المستقبل هو جهد علمي منظم، يهدف إلى التنبؤ بما سيحدث في المستقبل القريب أو البعيد، بأساليب وطرق قد تكون مشروعة وقد تكون غير مشروعة. [ ص: 183 ]

            التالي السابق


            الخدمات العلمية