الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            أولا: أهمية الأبحاث العلمية:

            الاهتمام بالبحث العلمي كان سمة بارزة لدى علماء المسلمين الأوائل، بل كانوا هم الرواد في هذا المجال، فقد عرفوا البحث العلمي قبل أن تعرفه الأمم الأخرى، ذلك "أن القرآن الكريم أنشأ لدى علماء المسلمين العقلية العلمية الجادة، التي تنبذ اللهو والخرافة والإسفاف، وتحض على البحث العلمي [ ص: 95 ] والتثبت في المرويات والمنقولات، والجري وراء الحقيقة العلمية بعيدا عن الظنون والأهواء والتقليد" [1] .

            كما كان الاهتمام بالبحث العلمي ثمرة إدراك لأهميته في الحياة الإنسانية، لكونه العامل الأساس في الارتقاء بمستوى الإنسان، فكريا وثقافيا ومدنيا، ولم يعد رفاهية أكاديمية تمارسه مجموعة من الباحثين، وإنما أصبح مفتاح التقدم والتطور للأمم، وهو طريق لفتح مجالات الإبداع لدى الأفراد والمجتمعات.

            فالبحث العلمي يضطلع بدور أساس في قيام الحضارات، ولا أدل على ذلك من أن الدول المتقدمة، التي حققت تقدما ملموسا في مجال العلم والتكنولوجيا إنما هي تلك الدول، التي اعتمدت اعتمادا كبيرا في تقدمها على البحث العلمي.

            ولأهمية البحث العلمي نادى المؤتمر الأول للدعوة والدعاة، الجامعات والهيئات والمؤسسات المتخصصة في جميع الأقطار الإسلامية، "إلى التعاون في مجالات البحوث، والدراسات العلمية، والتقنية المتطورة في كل فروع المعرفة الإنسانية ونواحي الحياة، والارتقاء بها إلى ما يحقق للأمة الإسلامية التقدم العلمي المنشود في هذا المضمار، الذي تتسابق فيه الأمم بكل طاقاتها..." [2] . [ ص: 96 ]

            التالي السابق


            الخدمات العلمية