الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            معلومات الكتاب

            ضوابط التفاعل الحضاري (وسائله وآثاره التربوية)

            الأستاذ / عبد الولي محمد يوسف

            الآثار التربوية للتفاعل الحضاري

            في المجال الاعتقادي

            أولى الإسلام أمر العقيدة عناية بالغة، واهتماما عظيما، سواء كان ذلك ببيان مضـامينها، أو الرد على شبهـات مخـالفيها، وقـد مـكث الرسـول صلى الله عليه وسلم في مكة ثلاثة عشرة سنة يبين للناس أمر عقيدتهم، ويشرح لهم أركان الإسلام والإيمان، حتى إذا تمكنت العقيدة في نفوس أصحابه هاجر إلى المدينة، حيث تنزلت الأحكام والتشريعات الأخرى.

            تقول السيدة عائشة، رضي الله عنها، وهي تتحدث عن نزول القرآن: "إنما نزل أول ما نزل منه سورة من المفصل فيها ذكر الجنة والنار، حتى إذا ثاب الناس إلى الإسلام نزل الحلال والحرام" [1] .

            وفي هـذا العصـر، الذي انتشرت فيـه كثير من الأفـكار الهـدامة، وسهل لها من الوسائل والأساليب الشيء الكثير، تتأكد أهمية العمل على حماية العقيدة وعدم التهاون إزاء محـاولات الهدم والتضليل والإفساد والتشكيك فيها، فهو مما "يجب أن تشمر له السواعد، وتؤلف فيه الأسفار، لأن أمة محمد صلى الله عليه وسلم ابتليت بكيد أعدائها وجهل أبنائها، فقليلا ما نجد، الذي يهتم بأمر [ ص: 194 ] العقيدة الإسلامية تعليما ونشرا ودفاعا وبيانا، وحماية ومتابعة، والذي ينتج عنه ظهـور جيل من أبناء المسلمـين لا يعرفون من أمـور الاعتقـاد إلا ما لقنوه من الأبوين، لأن المناهج التعليمية في كثير من بلاد المسلمين خالية من ذلك، وقـد يكون ذلك التلقـين عـليـه مـا عليـه من التشـويش والمبالغـات والغلو أو التفريط" [2] .

            ومن أخطر آثار التفاعل الحضاري، في المجال الاعتقادي، ما يلي:

            التالي السابق


            الخدمات العلمية